تمهيد : منذ بداية الخليقة ويحاول الإنسان تسهيل الحياة علي نفسه من خلال اختراع الالات والأدوات التي تسهل عليه حياته اليومية ، فمنذ العصر الحجري حاول الإنسان صناعة أدواته من الحجر ثم من المعادن في مرحلة لاحقة عندما تطورت المعارف الإنسانية علي نحو أفضل ، وبذات النهج تطورت أدوات البشر أکثر وأکثر وعلي نحو أکثر تعقيدا لتأدية مهام أصعب بغية تسهيل الحياة اليومية للأفراد ، مرورا بالثورة الصناعية في أوربا ووصولا إلي مرحلة الالات التي لديها القدرة علي التفکير والتصرف علي نحو يحاکي السوک البشري ، وهذه الآلآت يطلق عليها أنظمة أو کيانات الذکاء الاصطناعي ( ) .
وفي ضوء ظهور هذه الکيانات هناک شعوراً متزايداً بالخوف والقلق حول التطور المتسارع للکيانات التي تعمل بتقنيات الذکاء الاصطناعي علي مستوي الأفراد ووسائل الإعلام والباحثين وصانعي القرار في مختلف الأنظمة القانونية ، فمن الواضح أن عالمنا الحديث مشرف علي موجة عارمة من التطور التکنولوجي في ضوء ما يسمي بتقنيات الذکاء الاصطناعي ، وينبع هذا الشعور من الاعتراف بأثر الأفعال التي قد تصدر عن هذه الکيانات علي المجتمع علي نحو قد يشکل اضطراباً إجتماعياً خارجاً عن السيطرة ( ) ، ففي ظل الأنظمة القانونية الحالية قد تکون هذه الأفعال خارج إطار المسئولية القانونية بصفة عامة والمسئولية الجنائية بصفة خاصة ( ) .