موضوع رؤية حديثة حول تطوير المناهج الجامعية لمواكبة ثورة الاتصالات، إن العصر الحالي مليء بالتحديات التي تُواجه الإنسان، ففي كل يوم تظهر على مسرح الحياة معطيات جديدة تحتاج إلى خبرات جديدة وفكر متجدد وأساليب ومهارات وآليات متطوِّرة للتعامل معها بنجاح؛ أي تحتاج إلى إنسان مبدع ومبتكر، ذي بصيرة نافذة، قادر على تكييف البيئة وفق القيم والأخلاق والأهداف المرغوبة، وليس مجرد التكيف معها.  ولا يتحقق هذا دون تربية تواكب متطلبات العصر وتستشرف آفاقه المستقبلية، وهي تربية لا تتأتى دون أن تحقق مؤسسات التعليم جودة في أدائها، حول: توقعات أعضاء الهيئة التعليمية في جودة وتطوير مناهج مطلوبات الجامعة (اللغة العربية- اللغة الإنجليزية- الدراسات السودانية- والثقافة الإسلامية) التي تعتبر مطلوباً أكاديمياً ملزماً في جميع الجامعات السودانية، وما أسباب هذه التوقعات؟ وما مدي تطبيق معايير الجودة في تجربة تطوير وتحديث وتجويد وتقويم مقررات كليات جامعة السودان المفتوحة، وما مدي جودة الآلية التي طبقت لتطوير مناهج جامعة السودان المفتوحة؟   ويستقي البحث أهميته في أنَّه يناقش موضوعًا من الموضوعات الهامة التي تحتاج إلى تقصي إلى إي مدى المناهج جيدة، وإلى توثيق الأليات التي اتبعت في عمليات التحديث والتطوير، وإلى ضرورة تضافر جهود العاملين في التدريس على جعل الجامعة قادرة على تأهيل خريجين ذوي كفاءة عالية لديهم القدرة على المنافسة في سوق العمل المحلي والعالمي، وهيئة تدريس مؤهلة لتطوير المناهج مستقبلاً.  واعتمدت الباحثة في كتابة البحث على: المنهج الاستقرائي الاستدلالي أساساً عن طريق تتبع الآراء من أجل الوصول إلى مدى تطوير المناهج لمواكبة ثورة الاتصالات، واعتمدت الدراسة- أيضاً- المنهج الوصفي  الاستدلالي من خلال عرض مفاهيم تطوير المناهج  وبمراجعة الأدب التربوي في مجال التطوير وطبيعة السلوك الإنساني، ومن ثمّ تقديم مقترح يساهم في مواكبة التطور للمناهج في إطار التصور الإسلامي للإنسان والكون والحياة.  ومن أهم نتائج البحث: خلاصة الأمر أن مطلوبات الجامعة من المواد العلمية التي أسلفنا ذكرها هي من الضروريات لطلاب الجامعات في العالم العربي والإسلامي في جميع التخصصات،  ومع مراعاة التقليل من القدر المقرر من كل مادة يجعل ذلك في خلاصة تكون وافية بزبدة العلم ويجب وضع هذه المواد- لغير المتخصصين-  في أسلوب واضح خال من التعقيد والحشو والتفاصيل غير الضرورية.  كما يجب اختيار وتدريب العلماء الذين يقومون بتدريس هذه المواد وفقاً لمقاييس تحددها الجامعة، ويجب أيضاً مراعاة ربط المواد التي يمكن ربطها بتخصص الكلية حتى يسهم ذلك في تأصيل العلوم والمختلفة.  ولا شك أن في دراسة مواد (مطلوبات الجامعة) توحيد لثقافة الأمة وإزالة للتنافر بين النشء في العالم العربي والإسلامي، وحفظ هوية العرب والمسلمين من الذوبان في ثقافات الأمم التي تجمع الصالح وغير الصالح، والتي تهدف الى محو الثقافة العربية والإسلامية بينما تمثل الثقافة العربية والإسلامية الوسط الذي يحتاج إليه العالم.  ومن التوصيات: تشكيل لجان مختصة لإعادة صياغة مناهج التعليم الجامعي ببرامجه المختلفة من حيث الأهداف والمحتوي وأساليب التدريس والبيئة التعليمية وطرق التقويم لتتوافق وتتسق مع التوجه الإسلامي للأمة.  تشجيع العلماء والمختصين والمفكرين للعمل على تأصيل العلوم الاجتماعية والطبيعية وأسلمتها والتحقق من صحتها ومدى اتساقها مع معارف الوحي والسنة النبوية ودرء التعارض بينها وبين الدين، وأن يراعي المنهج تدريب الطلاب على تحصيل المعرفة من المصادر المختلفة وعلى الاستخدامات المختلفة للحاسوب والتقنية الحديثة والإنترنت والتعلم الذاتي.