تَتَنَاول هذه الدراسةً تأثير الأزَمَات الاقتصادية التي تعرضت لها فارس والعراق خلال حكم البويهيين (334-447هـ/945-1055م) في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، حيث شهد الحكمَ البُويهيَّ ضَعفَ الخلافةِ العباسيةِ، وسوءَ الإدارة وتدهور أوضاعها الماليَّة والاقتصاديَّة، وتأثيرها السلبي على الوضع الاقتصاديّ والمالي، فقد أثرت الكوارث الطبيعيَّة من فيضانات وزلازل وأوبئة، والعوامل البشريَّة كـالوضع السياسي داخل البلاد من خلال صراعات الأمراء وفراغ خزانة الدولة على اضطراب الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار، الذي انعكس سلبًا على مجالات الحياة المختلفة من تلف للمحاصيل الزراعية، ومعاناة الفلاحين، وإغلاق المحلات وكساد حركة البيع والشراء، وتوقف النشاط التجاري. ولجأ بعض الأمراء البويهيين كمعز الدولة (321-356هـ/933-966م) وعضد الدولة (388-372هـ/949-982م) إلى حل الأزمة الاقتصاديَّة بإنجاز بعض من المشاريع أو الإصلاحات الزراعيَّة، حتى وإن كانت مؤقَّتة، ولكنَّ إهمال الآخَرين وقلة خبرة البويهيين بصورةٍ عامَّةٍ في الإدارة، وسوء تصرُّفات الجيش بالإقطاع، جعلت عصر البويهيين عصر تدهور مالي.
The impact of Economic Crises on the Financial Policy of the Buyids
Abstract: This study deals with the impact of the economic crises faced by Persia and Iraq during the era of the Buyids (334-447 AH / 945-1055 AD) on agriculture, industry and commerce. And the impact of natural disasters and human factors on the disruption of living conditions, and the rise in prices, negatively affected various areas of life, including agriculture. Which was subjected to complete drowning, damage to agricultural crops, the suffering of farmers, the closure of shops, the stagnation of the movement of buying and selling, and the cessation of commercial activity. This prompted some Buyid princes such as Mu'izz al-Dawla (321-356 AH / 933-966 AD) and Waad al-Dawla (388-372 AH / 949-982 AD) to solve the economic crisis by implementing some projects or agricultural reforms, even if they were temporary, But the neglect of others, the general inexperience of the Buyids in administration, and the misconduct of the army with feudalism made the Buyids era an era of financial decline.