يستعرض هذا البحث نموذج من الحركات الهدامة التي ظهرت في مصر بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، واستمرت حتى بعد ثورة الجيش المصري عام 1952م، ومثلت الشيوعية نموذجًا حيًا، وجدت فيه الطبقة العمالية المصرية أرضًا خصبة لتنشر أفكارها فيها، فتلقفها العمال ظنًا منهم أنها سوف تساعدهم في حركة التحرر من الاحتلال البريطاني لمصر، ولكن تلك الحركة كانت ترمي لأهدافٍ أخرى تساعد بها الاحتلال في مساعيه من خلال مجموعة من اليهود الأجانب الذين روجوا لنشر الشيوعية في مصر، وساعدهم على ذلك تلقيهم الكثير من التمويل السوفيتي، وكذلك إنشاء عدد من الجمعيات والصحف لنشر أفكار الشيوعية بين العمال والفلاحين المصريين. وعلى عكس كل الأنشطة اليهودية في مصر، فقد كان النشاط الشيوعي محظورًا من قبل الحكومة المصرية وهذا طبعًا يرجع إلى الفيتو البريطاني ضد الشيوعية التي تهدد النظم الرأسمالية البريطانية. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى ارتفعت الأسعار، وتدنت مستويات المعيشة، وتفشت البطالة؛ مما فجر اضطرابات عمالية ذات طابع بلشفي بدءًا من عام 1917م. وبدأت الحركة الشيوعية في القاهرة عام 1920م، حيث قام المسيو جوزيف روزنتال اليهودي بتأسيس حزب اشتراكي، انضم إليه كل من علي العناني وسلامة موسى وحسني العرابي وغيرهم. Britain, the Jews, and the Destructive Movements in Egypt (Communism as a model) Abstract: This research reviews a model of the destructive movements that appeared in Egypt between the first and second world wars and continued even after the Egyptian army revolution in 1952. communism was a living model and is found from the Egyptian working class a fertile ground to spread its ideas in it, so the workers embraced it, believing that it would help them in the liberation movement against the British occupation of Egypt, but that movement aimed for other goals to help the occupation in its efforts through a group of foreign Jews who promoted the spread of communism in Egypt and helped them to receive a lot of Soviet funding, as well as the establishment of a number of associations and newspapers to spread the ideas of communism between Egyptian workers and peasants.