تنطلق هذه الدراسة من علاقة الأسطورة بالأدب، فغالبًا ما يعمد الأديب إليها مستفيدًا من طبيعتها التکثيفية وقوتها الترميزية ليشير إلى قضية معينة ربما يکون عرضها شائکًا على المستوى الإنساني والحضاري والسياسي والاجتماعي.
فتسعى هذه الدراسة إلى محاولة الکشف عن تجليات الأسطورة ورموزها في هذه المسرحية، حيث نهلت الکاتبة من الموروث الأسطوري ووظفته في ثنايا مسرحيتها. وأيضًا استخدام آليات النقد الأسطوري لتبيين کيف تم هذا التوظيف وتوضيح مرجعياته الأسطورية ورموزها وکيفية استعمال هذه العناصر الأسطورية وتواردها في المسرحية.
ولم تختلف (نغمه ثمينى) عن غيرها من الأدباء الذين وجدوا في الأسطورة إبداعًا يضيف حضوره في نصوصهم روافدًا متعددة وآفاقًا وحوافزًا جديدة للقراءة، حيث استحضرت نصوصها المسرحية الکثير من الأساطير التي اعتمدت على قوانين النقد الأسطوري والتناص وآلياتهما، وذلک بما يتلاءم مع فکرة النص الجديد، حيث تجلت الأساطير عبر تقنية التناص في المسرحيات –محل الدراسة-، وسأحاول من خلال آليات النقد الأسطوري رسم أهم الموتيفات المجودة ضمن مختارات من تلک المسرحية.
تکمن أهمية البحث بتفرّده، إذ لم يتصدّ باحث لدراسة آليات النقد الأسطوري في هذه المسرحية دراسة مستقلة، حيث وظفت الکثير من الأساطير والرموز التي تبرز معالم الحضارة والتراث الإيراني القديم.