يعتبر عصر السلطان خوارزمشاه علاء الدين تکش الخوارزمي(589-595هـ /1192م-1199م) من أزهي عصور سلاطين خوارزم من الناحية السياسية والعسکرية والحضارية فأستغل تکش قوة الدولة الخوارزمية آنذاک وعَمل علي التوسع غرباً مضيفاً أراضي جديدة لدولته وفي عام590هـ/1193م إستطاع إسقاط أخر سلاطين سلاجقة العراق بعد مقتل السلطان طغرل بن ارسلان شاه السلجوقي(571-590هـ/1167-1193م) ومن ثم مد نفوذه علي العراق العجمي ومدن إقليم غربي الجبال کردستان حيث إعتبر نفسه وريثاً لدولة السلاجقة البائدة وهو ما أثار شکوک ومخاوف الخليفة الناصر لدين الله العباسي، فقد شکَّل الوجود الخوارزمي بالقرب من أراضيه تهديداً کبيراً علي أراضي الخلافة العباسية ونفوذها، فلم يکن التجاور المکاني يؤدي إلي نتيجة حاسمة بين الطرفين، وهو ما خلق حالة من الحروب والنزاعات والاضطرابات بين الطرفين. وسيتناول هذا البحث الصراع الخوارزمي العباسي علي مدن إقليم غربي الجبال کردستان في الفترة من 590-595هـ/1193-1199م.
يعُد إقليم مدن غربي الجبال کردستان أحد الأقاليم المهمة في المشرق الاسلامي لأنها تمثل الجناح الشرقي للخلافة العباسية، إذ کان يشترک في حدوده الغربية مع إقليم العراق العربي الذي تقع فيه بغداد عاصمة الخلافة العباسية، فضلاً عن حدوده الشرقية المجاورة لإقليم خراسان، ويحده من الجنوب إقليم خوزستان، مما کان له الأثر البالغ في الظروف السياسية في منطقة الشرق الاسلامي لذا فقد تأثر إقليم مدن غربي الجبال کردستان بالصراعات التي نشبت بين القوي السياسية في تلک الفترة وهي السلطنة الخوارزمية في الشرق وقوة الخلافة العباسية في الغرب، فضلاً عن وجود الاتابکية الاذربيجانية في الشمال الشرقي، والغرض من هذا البحث هو تقديم الصورة الحقيقة للصراع بين القويتين علي أراضي الاقليم في تلک الفترة ما بين عامي590-595هـ