کانت هناک عدة أسباب دعت إلى اختيار هذا الموضوع لعل من أهمها معدلات النمو العالية التي حققها الاقتصاد الصيني إضافة إلى بلوغه هدف الأمن الغذلئي للسکان البالغين 1.2 مليار وبخاصة النجاح النسبي في تجاوز الأزمة الآسيوية التي عصفت بدول جنوب شرق آسيا.
لقد بدأت الإصلاحات الاقتصادية في الصين في وقت مبکر نسبيًا مقارنة بالتجارب الاشتراکية الأخرى إضافة إلى ذلک فن تجربة الصين الإصلاحية قد بدأت في وضع مختلف نوعا ما عن الوضع الذي بدأت فيه الدول الاشتراکية الأخرى.
في جانب آخر، سبقت عملية الإصلاح الإقتصادي نقاشات واسعة داخل الحزب الشيوعي الصيني وصلت ذروتها في الدورة الثالثة للجنة المرکزية للحزب الشيوعي الصيني عن 1978 حيث انتصر التيار الإصلاحي بقيادة دينج هتسياوينج الذي أعطى الضوء الأخضر لبدء الإصلاحات والتي شملت إعطاء ضوء متزايد لقوى السوق لأن تلعب دورها في تخصيص الموارد إضافة إلى إعطاء دور أکبر للقطاع الخاص ليمارس نشاطه.
تاريخيًا، مرت عملية الاصلاح الاقتصادي، والتي مازالت مستمرة، بأربع مراحل لحد الآن. اشتملت المرحلة الأولى منها بالإصلاحات في القطاع الزراعي في حين شهدت المرحلة الثانية توسيع نطاق الاصلاحات لتشمل فتح مناطق خاصة على الساحل الشرقي لاجتذاب رأس المال الأجنبي إلا أن هذه المرحلة شهدت أيضًا تصاعد معدلات التضخم مما جعل المرحلة الثالثة تتسم بتخفيض النفقات لمواجهة هذه المشکلة. أما المرحلة الرابعة والتي مازالت مستمرة فقد شهدت تعميق الإصلاحات الاقتصادية خاصة بعد النجاح الذي حققته السلطات الصينية لمکافحة التضخم، رغم أن تحقيق هذا الهدف کان على حساب تخفيض معدلات النمو للاقتصاد الصيني.