هتم الإقتصاديون فى الثلث الأخير من القرن العشرين بقضايا توزيع الدخل والتنمية وبالذات فى الدول المتقدمة. وسرعان ما انتقل الإهتمام إلى الدول النامية التى انشغل اقتصاديوها لفترة طويلة بقضايا التنمية والإستثمار دون غيرها. وآمن الکثير منهم بفرضية أن التنمية الإقتصادية کفيلة وحدها بحل مشکلة الفقر والعدالة معا على أساس مبدأ " تساقط ثمار أو منافع التنمية إلى الفقراء " Trickle down effect . مع ذلک سرعان ما تخلوا عن هذا الاعتقاد بسبب تزايد القلاقل الإجتماعية المصاحبة لعملية التنمية، وعلى ضوء ما بينتة الإحصاءات من زيادة سوء توزيع الدخل مع ارتفاع الدخول بشکل عام، أي بعبارة أخرى زيادة نصيب الأغنياء من الناتج المحلى الإجمالي. وتحتل مساهمة الدکتور عثمان محمد عثمان مکانا مهما نظرًا لأنه بالإضافة إلى مکانته العلمية المتميزة، قد شغل أيضا منصب وزير التخطيط لفترة امتدت لما يزيد على عشرة سنوات متتالية. وبالتالي کانت له مساهمات علمية هامة فى وضع السياسات الإقتصادية وکذلک أتيحت له أکثرمن غيره فرصة لتتبع ومراقبة صناعة السياسات الإقتصادية. ويتمتع هذا العمل بمستوى عال من الرصانة النظرية، والمام محمود بجوانب موضوع البحث.