تعد قيم المواطنة من بين سبل مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وحيث إن التقدم الحقيقي للوطن في ظل تحديات القرن الجديد ومستجداته تصنعه عقول وسواعد المواطنين، فإن إكسابهم قيم المواطنة يعد الركيزة الأساسية للمشاركة الإيجابية والفعالة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل من الفرد والمجتمع، فالتربية من أجل المواطنة تعني أن نغرس وننمي ونعمق في عقول وجدان أبنائنا تلك الفضائل والعادات والمهارات والاتجاهات الضرورية لبناء الوطن فالمسألة أعمق وأوسع من مجرد تعليم الطلاب مادة دراسية هنا أو جزءاً من مادة دراسية هناك، ومن هنا أصبحت التربية من أجل المواطنة من أكثر الموضوعات جدلا وصخبا في مجال التربية المعاصرة، وبصفة خاصة بعد التعديلات الدستورية والتي تنص علي مبدأ المواطنة وإحياء مفهوم المواطنة، وتحديث بنية العلاقة بين المواطن والدولة؛ وذلك استجابة لما يشهده العالم المعاصر من تغيرات وتحولات وما نجم عنها من مشكلات أخلاقية وقيمية يعاني منها المجتمع المصري وتؤثر علي مسيرة تنميته.( العوامرة،2013،ص32)

وفي هذا السياق تؤكد الدراسات علي ضرورة الاهتمام بالتربية من أجل المواطنة لتماسك الأمة، وعدم فقدان الذاتية الثقافية في أوقات التحول الاجتماعي والأزمات القومية، والتأكيد علي منظومة القيم التي تشكل خصوصية الثقافة، ومسئولية التربية في مجال قيم المواطنة تنصب في اتجاهين يكمل أحدهما الآخر، الاتجاه الأول: يتمثل في إكساب وتنمية القيم المرتبطة بالمواطنة، بينما يتمثل الاتجاه الثاني في بناء الاتجاهات الإيجابية نحو هذه القيم.