يقول ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع ان "الانسان اجتماعي بطبعه" فهو لا يستطيع العيش وحيداً منعزلاً فهو دائم التفاعل مع جماعته ومجتمعه وهو بالضرورة يتفاعل مع بيئته ويتكيف معها ويمكننا القول إن ثقافة الإنسان وطباعه وسلوكه ماهي إلا تشكيل وامتداد لعناصر بيئته. بل ان المناخ والكائنات الحية وغير الحية ساهمت ايضاً في تحديد نشاط الانسان وعلاقاته التجارية. (حسن، 2021)

وبالرغمإنالإنسانابنبيئته،كمايقولرائدعلمالاجتماعابنخلدون،فسلوكهوطباعهوثقافتهامتدادلعناصربيئتهوطريقتهفيالتفاعلمعها،ولكننانعيشفيعصرلاتقتصرفيهعلاقتنامعالبيئةعلىالتكيفوالانسجامفقط،بلأصبحنانستطيعأننغيربيئتناللأفضلوبالتالينرفعمنمستوىجودةحياتنا،أنمبدأالإمكانيةأوالاختياريةتؤمنبأنالإنسانسيدماحوله،وانهيملكإمكاناتالتغييرفيبيئتهبمايتناسبمعظروفهومتىيشاء. ويعتبرالإنسانعامليسهمفيتعديلمظهرسطحالأرض،فلاتوجدبقعةمنالأرضلاتظهرعليهامحاولاتهوبصماتكفاحهالمستمرةلصنعبيئةتلبياحتياجاته.

وتعد علاقة الإنسان بالبيئة علاقة وطيدة حيث عمل الإنسان على استغلال بيئته بكل محتوياتها وتفاعل معها وعمل على بناء حضاراته بالقرب من مصادر بيئته كالأنهار والبحار، كما عمل الإنسان على تلبية احتياجاته المختلفة كالمسكن مثلاً بالاعتماد على محتويات بيئته فعلى سبيل المثال عمل البدوي على بناء خيمته في الصحراء مستخدماً إمكانيات بيئته من وبر الإبل وصوف الأغنام.

ونظراً للانفجار العلمي والتقدم الصناعي والتكنولوجي والذي صاحب الثورة الصناعية ساءت علاقة الإنسان بالبيئة حيث تسبب الإنسان بأضرار فادحة تجاه البيئة وتسبب بتفاقم ظاهرة التلوث البيئي، لذا كان لا بد من تكثيف الجهود لحماية البيئة محلياً ودولياً والعمل على تعزيز الوعي البيئي لتحقيق الاستدامة البيئية.