تحتل الرعاية الصحية مکانا بارزا في العصر الحديث حيث يتم يقاس تقدم المجتمعات بمدى ما تقدمه للأفراد المجتمع من خدمات اجتماعية وصحية، وذلک لأهمية الرعاية الصحية بکونها استثمار للعنصر البشري لمشارکته في العملية الإنتاجية کما وکيفا، لذلک تسعى الدول للارتقاء بهذا الجانب ومن ضمنها المملکة العربية السعودية وذلک من خلال المبادرات التي تطرحها وزارة الصحة في ضوء رؤية المملکة 2030.
فالعمل الخيري ليس دخيلا على الأمة العربية، فهو سمة من سمات المجتمع العربي والإسلامي منذ القدم، فقد مارسه العرب والمسلمون منذ عقود بعيدة، وقد تمثل ذلک في مساعدة الناس بعضهم لبعض، والدفاع عن حقوق الضعفاء والأقليات وغير ذلک من صوره المتعددة، وهو يمارس في عصرنا الحالي من خلال منظومة القوانين والتشريعات التي أصبحت تتحکم في تنظيم حياة الناس والمجتمعات، ويتم ذلک من خلال التنسيق والتکامل بين منظمات القطاع الثالث من ناحية، والتعاون بين تلک الجهات والقطاعات الرسمية من انحية أخرى، وکذلک القطاع الخاص من جهة، مما يسهم في تسهيل إجراءات هذا القطاع بجميع مکوناته والتي من ضمنها الجمعيات الصحية الخيرية، حيث تمثل إحدى الرکائز الأساسية لتطوير لمشارکة القطاع الثالث وقيامه بدوره کشريک مع القطاع الاول والقطاع الثاني
کما أکدت تقارير التنمية البشرية على أهمية تفعيل العقد الاجتماعي واعتبار الرعاية الصحية مسؤولية مشترکة تحتاج إلى إحداث نقلة نوعية بمشارکة منظمات القطاع الثالث بتقدم الخدمة الصحية، لذلک أخذت تقلص الدول دورها بعض الشيء تارکة مساحة تزداد اتساعا للجهود غير الحکومية بمختلف أنواعها ومن ضمنها منظمات القطاع الثالث للمشارکة في الرعاية الاجتماعية والصحية الي ان أصبحت مسؤولية الرعاية الطبية والاجتماعية للمرضى مسؤولية مشترکة بين الحکومة کقطاع اول وکذلک القطاع الثاني والقطاع الثالث معا.