يعد محصول الأرز أحد أهم محاصيل الحبوب وذلک لکونه من المحاصيل الاستراتيجية الغذائية لاعتباره مصدر أساسي للطاقة ولاعتماد الغالبية العظمي من المستهلکين المصريين عليه کغذاء رئيسي، هذا بالإضافة لکونة أحد المحاصيل التصديرية الرئيسية في مصر، بالاضافة لاعتباره من المحاصيل الهامة من الناحية الجغرافية والتي يستلزم زراعتها بهدف الحفاظ علي خصوبة التربة في محافظات الوجة البحري الشمالية ذات الطبيعة التضاريسية المنخفضة وحماية أراضيها الزراعية من التملح. وقد تبنت الحکومة سياسة زراعية للحد من المساحات المزروعة بمحصول الأرز بسبب التحديات المائية التي تواجة مصر مما ادي لتناقص المساحة المزروعة منه، ومن ثم الانتاج الکلي، وظهور فجوه غذائية نتج عنها تحول التجارة الخارجية من التصدير الي الإستيراد. وفي ضوء ذلک استهدف البحث التعرف علي الوضع الانتاجي والاستهلاکي والکفاءة التکنولوجية والتجارة الخارجية ومن ثم الفجوة الغذائية من هذا المحصول للوقوف علي أهم العوامل التي يمکن من خلالها رفع معدلات الاکتفاء الذاتي منه. وقد تبين اتخاذ کل من المساحة والإنتاجية ومن ثم الإنتاج الکلي اتجاه عام منتاقص خلال فترة الدراسة (2000-2020) بمعدل تناقص سنوي قدر بنحو 1.5%، 0.33%، 1.8%علي الترتيب. کما تبين ترکز زراعة الأرز في 9 محافظات بنسبة 99.4% تساهم فيها محافظتي الدقهلية وکفر الشيخ بحوالي 50% من مساحة وانتاج الأرز ثم تأتي محافظتي الشرقية والبحيرة ليساهمان معاً بنحو ثلث مساحة وانتاج الأرز في مصر وذلک خلال الفترة (2010-2020)،کما يتبين توافق الجدارة الانتاجية للمحافظات لحد کبير مع ترتيبها من حيث المساحة والإنتاج، حيث تحتل محافظة الدقهلية المرتبة الأولي بانتاجية تقدر بنحو 4.2 طن للفدان وتمثل نحو 107.5% من متوسط الانتاجية علي مستوي الجمهورية خلال فترة الدراسة، ثم تأتي محافظتي کفر الشيخ والبحيرة بنسبة تقدر بنحو 102%، 101% لکل منهما علي الترتيب.
وبتتبع التجارة الخارجية للأرز تبين تعرض کمية وقيمة الصادرات للتقلب وعدم الاستقرار إلا انهما اتخذا اتجاه عام متناقص بمعدل تناقص سنوي قدر بنحو 17.5%، 13% علي الترتيب، في حين  اتخذ کل من کمية وقيمة الواردات اتجاه عام متزايد بمعدل نمو سنوي قدر بنحو 20%، 22% علي الترتيب، الأمر الذي يعکس ارتفاع فاتورة الواردات من الأرز خلال فترة الدراسة.کما اتضح انخفاض نسبة الاکتفاء الذاتي من الأرز بمعدل تناقص سنوي قدر بنحو 7.3%. وقد أشارت تقديرات الکفاءة الفنية للمحافظات المنتجة للارز إلى أن متوسط الکفاءة بلغ نحو 93% خلال الفترة (2010-2020)، کما اشارت لإختلاف الکفاءة التکنولوجية بين المحافظات بما لا يتوافق مع الأهمية النسبية للمساحة والانتاج کما هو الحال بمحافظتي کفر الشيخ والشرقية.
ونظراً لاعتبار محصول الأرز من المحاصيل ذات المقنن المائي المرتفع من ناحية ومحدودية الموارد المائية المصرية من ناحية أخري فإن التوجة نحو التوسع الأفقي يعد من الحلول غير المنطقية وغير القابلة للتنفيذ، الأمر الذي يستلزم التوجة نحو اعتماد جميع الاستراتيجيات الممکنة لزيادة انتاجية وحدة المساحة أو ما يعني التوسع الرأسي، حيث أنه من الضروري دراسة الاسباب الفعلية لتناقص الإنتاجية الفدانية لمحصول الأرز خلال الفترة من عام 2007 وحتي نهاية فترة الدراسة. فضلا عن ضرورة تفعيل دور البحث العلمي في استنباط اصناف جديدة من الأرزعالية الجودة والإنتاجية وأقل استهلاکاً للمياه وتتحمل الملوحة العالية والجفاف ومقاومة للأمراض، وکذلک تفعيل دور الإرشاد الزراعي في نشر الممارسات الزراعية الجيدة مما يساعد علي زيادة انتاجية الفدان، حيث أن وصول الانتاج في المحافظات الاساسية المنتجة للارز للکفاءة الانتاجية والتکنولوجية مقارنة باعلي المحافظات کفاءة (الدقهلية) يمکنها ان تزيد الانتاج الکلي من الأرز بمقدار 295.4 الف طن والذي يمثل حوالي 6% من متوسط الانتاج الکلي للارز خلال الفترة (2010-2020)، والذي يمکن أن يغطي ما يقرب من نصف الفجوة في متوسط فترة الدراسة، بالاضافة إلي ضرورةدراسة اسباب تزايد نسبة الفاقد من الأرز خلال السنوات الاخيرة من فترة الدراسة حيث ارتفعت من 1.9% خلال الفترة من 2010-2014 إلي نحو 3.9% خلال الفترة 2015-2019.