إستهدف البحث التعرف على أنواع ومستويات العنف ضد المرأة الريفية وأکثرها شيوعاً بمنطقة الدراسة، وتحديد الأهمية النسبية لکل منها، کذلک التعرف على العلاقة بين بعض خصائصها الشخصية والإجتماعية والإقتصادية ودرجة تعرضها للعنف، کما استهدف أيضاً التعرف على أسباب تعرض المرأة الريفية للعنف ومقترحاتها للحد منه، وقد أجرى البحث على عينة قوامها 354 مبحوثة، تم إختيارهن عشوائياً من ثلاث قرى بمحافظة الغربية، وتم تجميع البيانات خلال شهر مارس 2018 بواسطة إستمارة إستبيان بالمقابلة الشخصية بعد إختبارها مبدئياً والتأکد من صلاحيتها کأداة لجمع البيانات, وقد أستخدم التوزيع التکرارى، والمتوىسط الحسابى، والمتوسط المرجح، والإنحراف المعيارى، ومعامل الثبات ألفا، ومعامل الإرتباط البسيط "لبيرسون"، ومعامل الإرتباط المتعدد والإنحدار الجزئى،وکلا من إختبار(ت)،وإختبار مربع کاى لعرض وتحليل البيانات.
وقد توصل البحث إلى أهم النتائج الأتية:
1- تبين أن أکثر من أربعة أخماس المبحوثات 81,4٪ يتعرضن لأحد أشکال العنف على الأقل ، وأن العنف النفسى يحتل المرتبة الأولى والأکثر إنتشاراً بمنطقة الدراسة، يليه العنف الجسدى، ثم العنف الإقتصادى، يليه العنف التعليمى، وأخيراً العنف الجنسى.
2- تبين وجود فروق معنوية فى درجة تعرض المرأة الريفية للعنف عند تصنيفها على أساس الحالة العملية، وزواج الزوج من أخرى، وتعاطى الزوج للمخدرات.
3- وجود علاقة إقترانية بين مستويات تعرض المرأة الريفية للعنف وتنفيذها لبعض أنشطة تنمية دخل الأسرة، وبلغت قيمة مربع کاى المحسوبة (69,69) وهى أکبر من قيمتها الجدولية، حيث تبين أنه کلما کان مستوى العنف ضد المرأة الريقية منخفضاً، کلما زاد تنفيذها لتلک الأنشطة.
4- تبين وجود علاقة إرتباطية معنوية موجبة بين کل من: سن المبحوثة، ومدة الزواج ، وسن الزوج، والدخل الشهرى، وحيازة المشروعات، و بين درجة تعرض المرأة الريفية للعنف، فى حين وجدت علاقة إرتباطية معنوية سالبة بين کل من: المستوى التعليمى للمبحوثة، والمستوى التعليمى للزوج، والطموح، ودرجة المشارکة فى الأنشطة المجتمعية، والتوافق الزواجى وبين درجة تعرض المرأة الريفية للعنف، کما تبين أن المتغيرات المستقلة المدروسة مجتمعة تفسر 64,3٪ من التباين الحادث فى درجة تعرض المرأة الريفية للعنف.
5- وجد أن أکثر من نصف المبحوثات52,4٪ أکدن على أن سوء طبع الزوج، وعصبيته الشديدة، وتدخل الأهل بصورة کبيرة، والعادات والتقاليد، والفهم الخاطىء للآيات الدينية ، وضعف شخصية الزوج ، والبخل الشديد للزوج هى أسباب تعرضهن للعنف.
6- وجد أن أکثر الحلول المقترحة من وجهة نظر المبحوثات للتصدى لظاهرة العنف ضد المرأة الريفية کانت: ضرورة وضع تشريع يغلظ العقوبة على من يمارس العنف ضدها، و تفعيل دور المؤسسات الدينية فى مواجهة العنف ضد المرأة وبيان حرمته، وکذلک منظمات المجتمع المدنى والمجلس القومى للمرأة لمواجهة تلک الظاهرة، وضرورة توعية الأسر بخطورة ممارسة العنف ضد المرأة وأثاره السلبية, ورفع مستوى وعى الإناث بحقوقهن ومنها حق الکرامة الإنسانية بشتى وسائل الإعلام.