يعتبر التدهور البيئي نوع من الثمن الذي يجب دفعه مقابل ما تحقق من تقدم، وکان الحديث عن حماية البيئة من هذا التدهور يعد نوعا من الترف، ولم تدرک البشرية الآثار السلبية للتدهور البيئي إلا مع النصف الثاني للقرن العشرين على إثر مجموعة من الکوارث البيئية التي هزت العالم، الأمر الذي أدى إلى زيادة الاهتمام بشکل متصاعد بالقضايا البيئية وعلى کافة المستويات، حيث أضحت البيئة أحد الرهانات المعاصرة ذات الارتباط الوثيق بالتنمية والنشاط الاقتصادي. يهدف البحث إلي شرح وتفسير العلاقة بين أنشطة التنمية المستدامة والتوازن البيئي من منظور نظري من خلال الاستعانة ببعض البحوث والکتابات التي تناولت هذا الموضوع بغرض الوصول لبعض التوصيات التي تحفظ التوازن بين البيئة وأنشطة التنمية المستدامة. وأوضح البحث علاقة المؤشرات البيئية بالتنمية المستدامة . وأن کل الدراسات العلمية البيئية تؤکد حقيقة مؤداها وجود تفاعل مشترک وتأثير متبادل بين الأنشطة الاقتصادية والإنسانية من جانب والعناصر الطبيعية للبيئة من جانب آخر، کما تؤکد مسئولية الإنسان عن الإخلال بالتوازن البيئي وهو في سعيه لتحقيق النمو الاقتصادي . وفي العلاقة بين البيئة والتنمية المستدامة اتفق جميع الباحثين على أنه لا يمکن منع التلوث نهائيا، ولا يوجد بيئة نظيفة تماما، فقد انقسموا إلى  ثلاثة إتجاهات أساسية هي: (أ) الاتجاه المتفائل يرى أن تحقيق التنمية تحافظ على التوازن البيئ، )ب) الاتجاه المتشائم يرى أن وقف التنمية يحافظ على التوازن  البيئي، (ج) الاتجاه المعتدل يرى ضرورة التوفيق بين مواصلة التنمية وحماية البيئة.