من الضروري لدراسة إيران المعاصرة تحت شعار خدمة مصر الجديدة بحق حتى تأتي بالنتائج المفيدة للباحث والوطن والنظام أن ندرسها دراسة استقرائية من زاوية غير التي كانت تدرس بها من قبل مستفيدين من العلوم البنيوية التي تخدم الدراسة المعاصرة والمستقبلية.
إن قراءة متعمقة لتاريخ إيران عبر العصور تؤكد أن من الضروري أيضا دراسة الشخصية الإيرانية دراسة استقرائية، لأن ما يحدث داخل إيران أو في حركتها وسياستها الخارجية إنما يحدث من خلال أساسين واضحين هما القومية والعقيدة، وهما لا ينفصلان عن ما حدث في إيران عبر العصور، فنظام الحكم الديني لا يختلف كثيرا عن طبيعة نظم الحكم التي حكمت إيران كلما توحدت العرقيات المقيمة في شبه الهضبة الإيرانية في العصور المختلفة، والتي أفرزتها الشخصية الإيرانية تحت تأثير طبيعة التكوين المجتمعي والبيئة والعقيدة ومشخصا الإنسان الإيراني. إن الدراسة الاستقرائية لطبيعة التكوين الإيراني للعرق المؤتلف الذي وحد بين كل العرقيات التي سكنت إيران ضرورة لمعرفة الحركة الإيرانية في الداخل والخارج، وهو ما يدعونا إلى أن نتعامل مع إيران من خلال زاوية أخرى أفضل من النظرة السائدة في تعامل دول النظام العالمي ودول المنطقة مع إيران، حيث لا تتوقف هذه النظرة على الفرضيات وتوقعاتها، كما لا تتوقف عند الوصف والتحليل والنقد القائم عليهما، بل تتعمق السلبيات والإيجابيات في الحركة الداخلية والخارجية لإيران من أجل الوصول إلى نتائج يمكن إدراك تداعياتها، فضلا عن الإضاءة لرؤية مستقبلية تقوم على أسس علمية صحيحة وليس على الظنون والتوقعات الافتراضية.