مع تخطي حرب روسيا في أوکرانيا الـ 100 يوم، تتواصل العملية العسکرية الروسية في الأراضي الأوکرانية، وسط توقعات بأن يطول أمدها لعدة أشهر في ظل إصرار الطرفين على موقفيهما، وبالتوازي يتصاعد التوتر في مختلف بؤر الصراع التقليدية والمزمنة حول العالم، على وقع تفجر الأزمة الأوکرانية (2022)، ورغم تعدد التفسيرات والمبررات والقراءات الخاصة بدوافع روسيا في حربها ضد أوکرانيا، کشفت الأزمة الأوکرانية المستمرة عن عواقب تتجاوز القارة الأوروبية، فقد کان لهذه الخطوة تأثيراتها وتبعاتها وانعکاستها الإقليمية والعالمية على کافة الصُعد وخاصة الاقتصادية، ووفقاً لصندوق النقد الدولي يمثل الصراع الروسي – الأوکراني ضربة قوية للاقتصاد العالمي ستضر بالنمو وترفع الأسعار، مع تحذيرات بتسبب الحرب فى ارتفاع مستويات التضخم وتباطؤ ملحوظ بالنمو العالمى خلال 2022 من نحو 6.1% في عام 2021 إلى 3.6% في عامي 2022 و2023، وقد ألقت الحرب الروسية الأوکرانية بظلالها على القارة الآسيوية، نتيجة استمرار ارتفاع أسعار النفط، وأثره على السلع الأساسية کالوقود والغذاء.

في التقرير التالي نرصد تأثيرات الأزمة الروسية - الأوکرانية التي ألقت بظلالها على دول القارة الآسيوية، سياسياً واستراتيجياً، وخاصة اقتصادياً، آخذاً في الاعتبار نفوذ روسيا الضخم فى آسيا، فعلى الرغم من التباين السائد في مواقف الدول والقوى الآسيوية، من الناحية السياسية، بشأن إدانة العملية العسکرية الروسية في أوکرانيا، إلا أن الأزمة أفرزت تداعيات اقتصادية ضخمة ومتفاوتة في حدتها تأثرت بها غالبية تجمعات ودول آسيا.