المنافسة لغة معناها نزعة فطرية تدعو إلى بذل الجهد في سبيل التشبّه بالعظماء واللُّحوق بهم وتقابل التنافس ، وفي القرآن الکريم حث الله سبحانه وتعالى على التنافس في عمل الخير وفي ذلک تقول الآية الکريمة " ختامه مسک وفي ذلک فليتنافس المتنافسون" .
وفي الحديث الشريف : قَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِهِ، فَوَافَتْهُ صَلاةَ الصُّبْحِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِينَ رَآهُمْ، وَقَالَ: أَظُنُّکُمْ سَمِعْتُمْ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِشَيْءٍ؟ قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّکُمْ، فَوَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْکُمْ، وَلَکِنْ أَخْشَى عَلَيْکُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْکُمُ الدُّنْيَا کَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ کَانَ قَبْلَکُمْ، فَتَنَافَسُوهَا کَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيَکُمْ کَمَا أَلْهَتْهُمْ. .
والمنافسة من سنن الفطرة الکونية للبشر، غايتها التفوق في مجالات الحياة کالأعمال والأنشطة أياً کانت طبيعتها، وقد لازمت المنافسة النشاط التجاري خاصة حتى اتصفت بکونها أحد الشروط اللازمة لاحترافه.
وفي الاصطلاح القانوني المنافسة هي: نوع من الحرية في ممارسة النشاط الإنساني بصفة عامة ، والنشاط التجاري بصفة خاصة، والتي يعترف بها المشرع ويضع لها ضوابطها .( )
ويعّرف فقهاء الاقتصاد المنافسة بأنها : هي المنظم لآليات جهاز الأسعار التنافسية ، وهي التي تجعل کل من المنتجين والمستهلکين يترکون أسعار وکميات السلع المطروحة للتداول في السوق حتى تتحدد تلقائيا ، من خلال تفاعل سوق العرض والطلب بحرية تامة ( ).