مدينة " تل الزيب " هي مدينة ساحلية فينيقية على ساحل البحر المتوسط ، وهي تحريف لاسم المدينة الكنعانية المعروفة باسم " أكْزيب " . تتميز بموقع استراتيجي مهم على الطريق الساحلي الرئيسي الذي يربط صور بفلسطين مروراً بعكا، وبها ميناء الزّيب الذي كانت تجوبه السفن السورية والقبرصية بانتظام في العصرين البروزنزي والحديدي ؛ وقد ركز اهل حضارة دويلة المدينة في صيدا كل مواردهم ليحافظوا على السيطرة عليه ، وكانت الأنشطة الرئيسية لسكان أكْزيب التي اعتمدوا عليها في اقتصادهم هي الزراعة والصيد وكذلك تميزوا بإنتاج الصبغة الأرجوانية والصبغة ذات اللون الأزرق التي كانت لها أهمية كبيرة في الحضارة الفينيقية .
تهدف الدراسة إلى التعريف بمدينة أكْزيب من حيث موقعها وتاريخها ومواضع ذكرها في المصادر النصية القديمة سواء المصرية أو الآشورية ، وكذلك في العهد القديم وعرض مراحل تطور المدينة عبر العصور استناداً على نتائج الحفائر الأثرية التي أجريت في المدينة خاصة من قبل البعثات الأثرية العلمية والتي سنتعرض إليها خلال البحث .
توصل الباحث إلى أن مدينة أكْزيب هي إحدى المدن التي تبعت السيادة المصرية أثناء عصر الدولة الحديثة بل وأشارت نصوص إحدى رسائل تل العمارنة وهي الرسالة رقم EA 367 إلى أن نائب الملك المصري في أرض كنعان كان يتمركز في هذه المدينة .