يعتبر الأدب المصرى القديم مرآة لحضارة مصر القديمة، وهو الصورة الصادقة للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية، وإبرازه لجوانب کثيرة من تلک الحضارة. کان المصريون القدماء يهتمون بتسجيل کثير من عاداتهم وتقاليدهم وأساطيرهم وقصصهم فيما سمى بعد ذلک "الأدب المصرى القديم"، وهذا لما يحوية هذا الفن من قول بليغ ونصائح غالية وقصص وأساطير دينية کان المصرى القديم يهوى الاستماع إليها وتکرارها لأبناءه وأحفاده فى کل زمان ومکان⁽¹⁾. کان لدى المصرى القديم ألواناً من الأدب يقوم بقرأتها وتعليمها وتدريسها للتلاميذ والشباب فى مراکز العلم "بيوت الحياة" ليتخذ منها هؤلاء التلاميذ والشباب قدوة يتعلمون منها ويسيرون على خُطاها التى أوضحها لهم من سبقوهم ممن اکتسبوا خبرة الحياة بکل جوانبها وقاموا بنقلها إليهم عن تعليمهم إياها. أراد المصرى القديم إظهار عنصراً مر به فى فترات حياته ألا وهو "الشيخوخة" وما يطرأ من تغيير وتحول فى حياة الإنسان والآلهة طوال فترات الحياة. سوف يتناول هذا البحث وعنوانه "الشيخوخة فى الأدب المصرى القديم" ما ورد بخصوصها فى اللغة ومظاهرها وأمثلة لما سجله المصرى القديم فى أدبه، وينقسم البحث إلى ثلاث عناصر رئيسة: أولاً: المفردات الدالة على الشيخوخة فى اللغة المصرية القديمة. ثانياً: مظاهر الشيخوخة. ثالثاً: نماذج الشيخوخة فى الأدب المصرى. ويختتم البحث بعرض بعض التشابه بين شيخوخة الآلهة والبشر، ومدى إستفادة الأجيال اللاحقة من القصص والأساطير التى تحدثت عن الشيخوخة ومظاهرها.