تعتبر تراکيب  القبور في العصر العثماني من أصدق أنواع الفنون التي عبرت عن طبقات المجتمع المختلفة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من خلال مادتها الخام أو کتاباتها أو حتى الشکل التي ظهرت عليه. فقد تميَّزت قبور عامة الشعب في الغالب بأنها تتألف من لوح رخامي بسيط خالٍ من الزخارف يوضع أمام رأس المتوفى مسجلا عليه اسمه وتاريخ وفاته وأحيانا وظيفته، أما قبور کبار رجال الدولة فقد صنعت من أفضل أنواع الرخام واتخذت شکل الصناديق المستطيلة وزُيِّنت بمختلف أنواع الزخارف، کما اتخذ بعضها شکلا مميزا لها أو نُحتت عليها أشکالا ورموزا لها علاقة بوظيفة أصحابها، هذا فضلا عن کتابتها التي کانت تُؤلف من قبل أفضل الشعراء وتُسجل بأيدي أفضل الخطاطين . وصلنا البعض من تراکيب القبور المنسوبة لکبار رجال الدولة الذين تمتّعوا بمکانة سياسية واجتماعية في المجتمع خلال الفترة العثمانية وقد شُکلت هذه التراکيب وشواهدها على هيئة السفن البحرية أو اجزاء منها. يتضح من الکتابات المسجلة على هذه التراکيب وشواهدها بأن بعضها ينسب إلى أشخاص خدموا في مجال البحرية العثمانية وتقلدوا المناصب العليا بها، والبعض الآخر ينسب الى أشخاص لم يکن لهم علاقة بالبحرية العثمانية ولکنهم کانوا ذي خلفية وتعليم عسکري خدموا من خلاله الدولة العثمانية . هذه الورقة البحثية تهدف الى دراسة مجموعة من تراکيب القبور وشواهدها شُکلت على هيئة السفن البحرية أو أجزاء منها ويبلغ عددها 7 تراکيب، دراسة اثرية فنية من حيث المادة الخام، أسلوب الصناعة والزخرفة، شکل التراکيب وشواهدها، العناصر الزخرفية ،معرفة السبب في اتخاذ تراکيب القبور وشواهدها هذا الشکل وهل هناک ارتباط بين شکل الترکيبة ووظيفة صاحبها. هذه الدراسة مؤلفة من قسمين: الأول وهو دراسة وصفية لتراکيب القبور وشواهدها، والثاني تحليلي يتناول المادة الخام، أسلوب صناعة وزخرفة التراکيب، شکل التراکيب وشواهدها ،العناصر الزخرفية وأسباب ظهور هذه التراکيب وشواهدها على هذا الشکل .