موضوع حقوق الإنسان، وإن کان يشکل في صورته الحالية ظاهرة حديثة نسبيًا حظيت باهتمام متزايد على المستويين الدولي والإقليمي وعلى المستوي الوطني، فإن المسائل والموضوعات ذات الصلة بحقوق الإنسان ـ وجدت منذ أن وجد الإنسان ووجدت المجتمعات الإنسانية وتطورت بتطورها.
فحقوق الإنسان قديمة قدم الإنسان ذاته، فهي موغلة في القدم منذ أن خلق الله تعالي الإنسان وبدأ حياته على الأرض ـ غير أنها لم تبدأ في التبلور کفکرة في صورتها الأولية منذ القرن الثامن عشر الميلادي خلال المرحلة التي سادت فيها الفلسفة التنويرية في أوروبا ^[i]  حيث ظهرت وسادت خلال هذا القرن مصطلحات عدة للتعبير عنها والإشارة إلي تلک الحقوق البشرية، مثل الحقوق الإنسانية ـ والحقوق الطبيعية، والحقوق البشرية، والدراسة التاريخية القانونية، في مجال حقوق الإنسان
تؤدي نفس الدور الذي تؤديه في المجالات الأخرى فهي بإلقائها ضوءا على الماضي تعين على فهم الحاضر وتمکن من التنبؤ بالمستقبل، فدراستنا لحقوق الإنسان في واحدة من أهم حضارات العالم وأقدمها وهي الحضارة المصرية القديمة، سوف تطلعنا على العوامل المختلفة التي تؤثر إيجابا أو سلبًا على حقوق الإنسان ومن ثم سوف تجعلنا أکثر فهما لظاهرة وفکرة حقوق الإنسان في صورتها الحالية، کما أن من شأنها التأکيد على مدى قدم ورسوخ هذه الحقوق في عمق التاريخ الإنسان مما يضفي عليها نوعًا من القداسة والسمو.
وفي دراستنا هذه سوف تتناول ملامح ومظاهر أهم حقوق الإنسان في مصر القديمة واحدة تلو الأخرى.