تنبع أهمية الدراسة الراهنة من معطيات السياق التاريخي للمرأة المصرية وما عانته من مستويات للعزل السياسي عبر المراحل التاريخية، نال من عقيدتها السياسية، وحال دون اشتراکها في الحياة العامة بروافدها ومستوياتها، التي تناولت عمليات صنع القرار، والمشارکة السياسية بکافة أنماطها. وقد تعانقت عوامل بنائية وثقافية أخرى، ارتسمت للمرأة إطارا لطبيعة الأدوار التي تقوم بها في مجتمعها، مستبعدة فيه دورها السياسي. وقد يرجع ذلک إلى سيادة الفکر الذکوري والطبيعة الفوقية، التي تتصدر السياسات العامة للنخبة الحاکمة، ومردودها السلبى في انحسار مساحة الديمقراطية الممنوحة، وأثرها في تهميش التنظيمات الحزبية؛ الأمر الذى يعکس حالة مجتمعية يمارس فيها أساليب قسرية قائمة على التمييز والفروق، تبعا للنوع، والطبقة، والانتماء القبلي، والعقائدي. وتحصد المرأة کافة أنماط عمليات اللاتکافؤ لموقعها على قمة التهميش المجتمعي، وقد طرحت الدراسة تساؤلها الرئيسي في: ما هي ملامح ثقافة المشارکة السياسية للمرأة في صعيد مصر؟ وما هي المعوقات التي تجابهها؟ وتعوق مشارکتها السياسية الفاعلة، بأنماطها المتعددة ومستوياتها المتباينة؟
أجريت دراسة ميدانية في محافظة قنا بصعيد مصر على عينة من النساء العاملات، واستخدمت فيها أسلوب المسح الاجتماعي بالعينة، وحُللت النتائج في ضوء مفاهيم ونظريات الاتجاه النقدي.