دائمًا ما يقع التراثُ الثقافيُ ضحيةَ الأزمات سواء الطبيعية أم البشرية، فحماية التراث وحفظه قد لا تکون ذات الأولوية للدِّول والمجتمعات وقت الأزمات. ويزداد الضرر في حالة الأزمات التي تستغرق وقتًا طويلًا – مثل النِّزاع المسلح وعدم إحکام القبضة الأمنيَّة على المواقع الأثريَّة. وهنا يصبح الضررُ أکبر، وعلى المدى الطويل، کما قد يصعب رصدُه وتوثيقه وبالتالي معالجة آثاره. ويتنوع هذا الضررُ الواقعُ على المواقع الأثريَّة، مثل: التعديات على حرم المنطقة الأثريَّة سواء بالحفر للتنقيب غير الشَّرعيّ عن الآثار، أم بالزراعة أم بالبناء أم بالتحجير أم حتى بالتدمير عن طريق انتزاع العناصر المعمارية أو الزخرفية من الموقع.  تلقي هذه الورقة البحثيَّة الضوءَ على ظاهرة الحفر غير الشَّرعيّ، الأسباب والدوافع، ومدى خطورتها على المواقع الأثريَّة من خلال دراسة وتتبع بعض الحالات کنموذج، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الجهود الدَّوليَّة المبذولة لاسترداد بعض القطع المسروقة من المواقع الأثريَّة نتاج أعمال الحفر غير الشَّرعيّ، في ضوء اتفاقية اليونسکو الخاصة بالتدابير اللازمة لحظر تداول ونقل ملکية الممتلکات الثقافية بطريقة غير مشروعة (باريس 1970).