تستهدف الدِّراسة الرَّاهنة الکشف عن الأبعاد البنائيَّة والثقافيَّة التي شکَّلت للمرأة المصريَّة إطارًا لطبيعة الأدوار التي تقوم بها في مجتمعها مستبعدة فيه دورها السياسيّ. وقد يرجع ذلک إلى سيادة الفکر الذکوريّ والطبيعة الفوقيَّة، التي تتصدر السياسات العامَّة للنخب الحاکمة من القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن الواحد والعشرين وطبيعة نظام الحکم على مدار ستين عامًا من القرن العشرين کانت تمارِس فيها النخبُ أنماطًا سياسيَّة تمنع أو تمنح ممارسة الديمقراطيَّة بشروطها الملزِمة والملزَمة ومردودها السلبيّ في انحسار مساحة الديمقراطيَّة الممنوحة وأثرها في تهميش فئات اجتماعيَّة؛ الأمر الذي يعکس حالةً مجتمعيَّة تمارس فيها أساليبُ قسريةٌ قائمةٌ على التمييز والفروق تبعًا للنَّوع والطبقة والانتماء القبليّ والعقائديّ، وتحصد المرأة جميع أنماط عمليات اللاتکافؤ لموقعها على قمة التهميش المجتمعي. وتطرح الدِّراسة الآنيَّة تساؤلها الرئيسي: ما محددات ثقافة المشارکة السياسيَّة للمرأة السيناويَّة؟ وما المعوقات التي تجابهها في ضوء الترکيبة الثقافيَّة لسيناء؟ وقد استخدمت الدِّراسة الأسلوب الوصفي التحليلي للکشف عن الأبعاد المجتمعيَّة التي تشکِّل المکون الثقافيّ للمرأة في المجتمع السيناويّ وتحليلها في ضوء مفاهيم ومقولات الاتجاه النقديّ.