الملخص:       المرکزيةCentralization  واللامرکزية Decentralization فکرتان أساسيتان فى التنظيم والعمل الإدارى، وبصرف النظر عن أى تعريف لهاتين الفکرتين، إلا أنهما فى النهاية تعنيان تجميع السلطة أو تفريقها فى إدارة المؤسسات العامة والخاصة، وبالأخص فى إدارة المؤسسة التعليمية، وذلک من أجل تنظيم العمل ومراقبته حيث وضح هانز  Hanzأن الإدارة المرکزية تقترن عادة بالإدارة التسلطية وبالجمود والتضخم، بينما ترتبط الإدارة اللامرکزية بالإدارة المتساهلة مما يفقدها السيطرة على زمام الأمور، فى حين أن التوازن بينهما يحقق الإدارة الديمقراطية التشاورية التى تتسم بالمرونة. کما وضح أيضًا أنه ينظر للإدارة المرکزية على أنها فکرة تقليدية فى تاريخ التنظيم الإدارى، بينما ينظر إلى الإدارة اللامرکزية على أنها ضعيفة التفاعل مع التطور الحديث الذى يحمل الإدارة منفردة ما لا طاقة لها به، فى حين أن التوازن بينهما يحقق تطوير إدارى حديث يتيح الابتکار والإبداع.     وفى ظل النمو المعرفى الذى نعيشه، ومع تطور العلم يومًا بعد يوم، وتفتح المجالات وتوسع الآفاق، ومع المناداة بالتطوير لتحقيق أفضل النتائج تماشيًا مع الرؤى المستقبلية کان لابد للتوازن بين الإدارة المرکزية والإدارة اللامرکزية من أن تبزغ شمسه، ويعم نوره على جميع المجالات من خلال العلاقات الإدارية المتداخلة بشکل دائرى متوازن بين الإدارتين حتى تنظم الأمور وتوزع المهام وتحدد المسئوليات، وتقوم الجهود ليصل بنا إلى بر النجاح.      واستنادًا لما ذکر، تکمن مشکلة البحث فى السؤال الرئيس التالى: ما هى الرؤية المستقبلية لتطوير إدارة المؤسسة التعليمية على ضوء التوازن بين الإدارة المرکزية والإدارة اللامرکزية؟      واتساقًا مع أهداف البحث ، فسيسير البحث بالاعتماد على المنهج الوصفى Descriptive  Approach؛ لمناسبته طبيعة البحث الحالى.