Beta
200050

المعادل الموضوعي في شعرنا العربي بين الإبداع والتقليد

Article

Last updated: 05 Jan 2025

Subjects

-

Tags

الإعلام التربوي بمجاليه.

Abstract

لقد وظف العديد من شعراء العربية على مر العصور المعادل الموضوعي في أشعارهم للتعبير عن قضايا سياسية واجتماعية وإنسانية لا يستطيع الشاعر التصريح بها إلا من خلال أقنعة الرمز والمعادل الموضوعي. وقد استخدم المعادل الموضوعي للهروب من سيطرة أحاسيس الشاعر على النص أو قناعا للتستر على الشخصية الحقيقية للمبدع ، وهو أيضا مصطلح نقدي يشير إلى الرمزية المستخدمة للتعبير عن مفاهيم مجردة کالعواطف . فالشعر لا يعبر عن الفکرة فحسب بل يعبر عن معادلها العاطفي والصورة الفنية التي نحصل عليها وفق معيار المعادل الموضوعي هي التفاعل بين الحس والفکر، فهي تلک التي تعرض ترکيبا ناشئا من فکر وعاطفة في لحظة زمنية، ومن الواضح أن نظرية المعادل تعلمنا تشخيص العواطف بربطها بموضوعاتها فيبدو أن هناک نوعا من العلاقة السببية بين العاطفة والموضوع . يقول فرانک ليفر:  في القصيدة يوجد معناها لا في بطن الشاعر، ولا في ذهن الناقد ، والقيمة الشعرية لا تکمن فيما تقوله القصيدة وإنما فيما تکونه، ويکون ذلک باختيار بطل بديلا عن شخصية الأديب، يتصرف وفق ما يقتضيه الموقف، دون أن يفطن الجمهور إلى أن هذه الشخصية هي الظل لشخصية المؤلف الحقيقي، وبذلک فلابد للنص الشعري أن يحدث تأثيرا في الجمهور، وأن يهز المشاعر ويذکيها ويلامس الوجدان، ويداعبه، وأن يقع ذلک التأثير موقع البلسم من الجرح وموقع النوتة من الإيقاع ، فإن الکاتب المبدع قد کان ناجحا في إيجاد المعادل الموضوعي الأمثل والأنجع للتعبير عن تلک المشاعر ، فإذا فشل في إيجاد هذا المعادل وتوظيفه توظيفا فنيا رائعا إما أن تحدث القطيعة النهائية بين النص والمتلقي ويستغلق على الجمهور الانفعال والتجاوب والتأثير والدهشة ، وأما أن  يحدث شرحا جزئيا يؤدي إلى الانفعال الخاطئ فتنتج مشاعر النفور بدلا من المشارکة الوجدانية، وأحاسيس الغضب بدلا من الطمأنينة ، وفي الحالتين يفشل العمل الإبداعي فشلا ذريعا من الناحية الفنية والجمالية . ويقول رشاد رشدي : فالبلاغة تتمثل کما يقول إليوت في أن يخلق الکاتب شيئا يجسم الإحساس، ويعادله معادلة کاملة، فلا يزيد أو ينقص منه حتى إذا ما اکتمل خلق هذا الشيء  استطاع أن يثير في القارئ الإحساس الذي يهدف إلى إثارته ([1]). ويقول أيضا : إن الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الوجدان في الفن هي بإيجاد معادل موضوعي أو بخلق جسم محدد أو موقف أو سلسلة من الأحداث، تعادل الوجدان المعين الذي يراد التعبير عنه، حتى إذا ما اکتملت الحقائق الخارجية التي لابد أن تنتمي إلى خبرة حسية تحقق الوجدان المطلوب إثارته ([2]) . ويري ت.اس إليوت أن الطريقة الوحيدة للتعبير عن العاطفة إنما تکون بالعثور على معادل موضوعي يکون هو الطريق الذي يحمل عاطفة الشاعر وأحاسيسه وينقلها إلى المتلقي للتأثير فيه.       وحتى يتمکن الشاعر من استبعاد المؤثرات الذاتية الخاصة التي صبغت الاتجاه الرومانسي ويتخلص من التدخل المباشر للشاعر کشخصية في مسار قصيدته التي يبتغي من ورائها تحقيق المعني الإنساني الشامل ، وهکذا فإن هندسة القصيدة ، وبناء ذلک المسار الشعري على خلفية المعادل الموضوعي يحقق للشاعر إمکانية التخفي والهروب من طغيان عواطفه وأحاسيسه على القصيدة . أما في أدبنا العربي فإن المعادل الموضوعي موجود على مر العصور من الجاهلية حتى العصر الحديث وقد استخدمه الشعراء في التعبير عن مشاعرهم وتجاربهم الذاتية التي يريدون إخفاءها وعدم الظهور بشخوصهم أمام الجمهور خشية المساءلة أو العقاب أو عدم القدرة على التعبير المباشر الصريح عن معاناتهم ومشکلاتهم إلا من خلال معادل موضوعي يصور مشاعرهم وآلامهم  , وسوف نقف على شواهده من خلال عصور الأدب المختلفة . فالبلاغة وأساليبها وما تزخر به من صور شعرية ورموز ومجاز ليست سوي قنوات يتم من خلالها التوصل إلى معادلات موضوعية للعواطف والأحاسيس ، ثم التعبير من خلالها بوسائل ومواقف وحالات تؤکد اللامباشرة  واللا شخصانية ، وأي انحراف عن هذه الطريقة يؤدي إلى السقوط في بحيرة المباشرة الآسنة، لأن التعبير المباشر عن المشاعر يدل على فشل الکاتب في الخلق فشلا يرجع أسبابه إلى عدم وجود المعادل الموضوعي الذي يقوم مقام الإحساس، فعلي الکاتب أن يصور الإحساس أو الفکرة بدلا من الإخبار بها .
 

DOI

10.21608/molag.2021.200050

Authors

First Name

حمدي فاروق صالح

Last Name

الشيخ

MiddleName

-

Affiliation

کلية التربية النوعية - جامعة المنوفية

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

8

Article Issue

26

Related Issue

28189

Issue Date

2021-04-01

Receive Date

2021-01-18

Publish Date

2021-04-01

Page Start

3

Page End

40

Print ISSN

2357-0113

Online ISSN

2735-5780

Link

https://molag.journals.ekb.eg/article_200050.html

Detail API

https://molag.journals.ekb.eg/service?article_code=200050

Order

1

Type

بحوث علمية محکمة

Type Code

1,747

Publication Type

Journal

Publication Title

المجلة العلمية لکلية التربية النوعية - جامعة المنوفية

Publication Link

https://molag.journals.ekb.eg/

MainTitle

المعادل الموضوعي في شعرنا العربي بين الإبداع والتقليد

Details

Type

Article

Created At

23 Jan 2023