هدفت الدراسة الى مقارنة بين العادات الغذائية لطلاب المرحلة الثانوية بمملکة البحرين والعادات الغذائية لطلاب المرحلة نفسها بجمهورية مصر العربية،وذلک  للتعرف على العوامل التي تؤثر في العادات الغذائية لعينة الدراسة، ولتحقيق ذلک اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي ومجموعة من الاستبانات تم تطبيقها على 100 طالب بالمرحلة الثانوية بمملکة البحرين و 100 طالب بجمهورية مصر العربية، وقد توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية: فقد بينت الدراسة أن 20% من عينة الطلاب البحرينيين لا يتناولون الفطور، وأرجع نصفهم السبب في ذلک إلى عدم وجود الوقت، وبرر 5% عدم تناول وجبة الفطور بعدم وجود الشهية والرغبة في تناوله، أما الطلاب المصريون فإن هذه العادة غير منتشرة بينهم بشکل کبير، فقد بلغت نسبة من لا يتناول وجبة الفطور منهم 4% فقط. يظهر جليا انتشار عادة تناول الحلويات بين الوجبات في صفوف طلاب العينيتين، فقد بلغت نسبة من يعتاد من الطلاب البحرينيين تناول الحلويات بين الوجبات 60%، وبلغت 56% في عينة الطلاب المصريين،. کشفت الدراسة الحالية أن نسبة کبيرة من الطلاب تفضل إضافة کمية زائدة من السکر إلى المشروبات، فنسبة 58 % من عينة الطلبة المصريين تفضل إضافة ثلاث ملاعق للمشروبات، و 14 % منهم يفضلون إضافة أکثر من ثلاث ملاعق، أما الطلبة البحرينيون فإن 48 % منهم يفضلون إضافة ثلاث ملاعق للمشروبات، و 16 % يضيفون أکثر من ذلک. فقد کشفت الدراسة الحالية أن 64 % من عينة الطلاب البحرينيين يتناولون المشروبات الغازية بشکل يومي، في حين انخفضت هذه النسبة إلى النصف في عينة الطلاب المصريين حيث بلغت 32 %، أما الذين يشربونها أحيانا فنسبتهم مرتفعة في عينة الطلبة المصرين حيث بلغت 42 % في حين بلغت نسبتهم في عينة الطلبة البحرينيين 12 %، وخلاصة الأمر أن هذه النسب تدل بشکل واضح على انتشار هذه العادة في صفوف الطلبة، والتي لها أضرار خطيرة على صحتهم. کشفت الدراسة الحالية أن 72 % من عينة الطلبة البحرينيين يتناولون الطعام أثناء مشاهدة التلفاز دائما، و24 % منهم يتناولنه أحيانا أثناء مشاهدة التلفاز، بمعنى أن معظم الطلبة البحرينيين يتناولون وجباتهم الغذائية أمام شاشة التلفاز، أما في عينة الطلبة المصريين فإن النتيجة کانت على النصف من نتيجة عينة الطلبة البحرينيين، فقد کشفت الدراسة أن نسبة 43 % من الطلبة المصريين يتناولون وجباتهم أثناء مشاهدة التلفاز دائما، و 42 % أحيانا. وعموما فالمسألة تعتبر ظاهرة في صفوف الطلبة، وقد أثبتت الدراسة خطورة هذا الأمر لأنه يؤدي إلى أمراض خطيرة أهمها السمنة. حيث تبين  أن هذة  عادة غذائية دخيلة على الأسرة المصرية ظهرت في السنوات الأخيرة، وهي تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفزيون حيث يترتب على ذلک تناول کميات کبيرة من الطعام بدون وعي، حيث لا يشعر الفرد بالشبع، مما يؤدي إلى زيادة وزن الجسم والإصابة بالسمنة. ولقد اوضحت الدراسة ايضا أن 60 % من عينة الطلاب البحرينيين يتناولون البطاطس المقلية بشکل يومي بين الوجبات الرئيسية، و 8 % منهم يتناولونها أحيانا، واعتمادا على هذه النسب يمکن أن نقول بأن هذا الأمر يعتبر عادة غذائية عند الطلبة البحرينيين، أما في عينة الطلاب المصريين فإن النتائج تدل على أن هذا الأمر لا يعتبر عادة لديهم؛ لأن 18 % منهم فقط هم من يداومون على تناولها، و 52 % يتناولونها أحيانا. وفي الختام أود أن أشير إلى أن العادات الغذائية التي تم تناولها في هذا البحث ليست هي العادات الغذائية المنتشرة بين أفراد عينتي البحث ومن يعيش في محيطهم فقط، بل هناک عادات غذائية أخرى، فهي کثيرة ومتنوعة وتتطور مع تطور المجتمع وتغير أحواله وظروفه، کما أن هذه العادات لها مسببات تتغير بشکل کبير من مجتمع إلى مجتمع ومن وقت لآخر، وهذا ما يؤکد لنا أهمية تتبع هذه العادات الغذائية ودراستها بشکل مستمر وتقديم الحلول والاقتراحات المناسبة لعلاجها.