في اوائل القرن الحادي والعشرين زاد الاهتمام بالحرف اليدوية والحرف القائمة علي فکرة اصنع منتجک بنفسک وهذا ما يطلق عليه بالمشروعات الانتاجية الصغيرة                (Micro Productive Enterprise). وتقوم المشروعات المتناهية الصغر بدور رئيسيا في توفير فرص العمل ودعم التطوير والابداع وتحقيق التوازن الهيکلي للنشاط الانتاجي. حيث تعتمد هذه المشروعات علي انتاج منتج نهائي او منتج بسيط من خلال توظيف الطاقات والامکانات المتاحة وتنمية مهارات شباب الخريجين من خلال تحقيق التميز. وتعتبر المشروعات المتناهية الصغر أحد اهم المداخل الهامة ضمن استراتيجية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمصر لمواجهة مشکلة البطالة نظرا لانها تتميز بانخفاض راس المال والامکانات المطلوبة لقيامها.  لذلک کان من الضروري وضع سياسات لتنمية مثل هذه المشروعات ويجب الاهتمام باعداد وتاهيل جيل قادر علي الانتاج في مختلف مجالات الحياة بشکل عام وفي مجال الفن التشکيلي واشغال المعادن بشکل خاص. بالرغم من الاساس التي تقوم عليه الدراسة بکلية التربية النوعية وخاصة قسم التربية الفنية هو تعليم الفنون وهذا يعتبر شق تربوي الا انه يوجد في الامر شق إنتاجي لان فلسفة الدراسة بالکلية تعتمد ايضا علي الانتاج الفني، لذلک تسعي کلية التربية النوعية قسم التربية الفنية الي تنظيم الورش والمعارض الفنية. ومن هنا وجدت الباحثة انه لابد من ايجاد اليات لدعم فکرة المشروعات المتناهية الصغر ومن اهم هذه الاليات هي تدريب الطلاب وشباب الخريجين للارتقاء بمستوي هذا الخريج واکسابه المهارات التي تمکنه من ممارسة وظائفه باعلي مستوي من الکفاءة مما يتوافق مع متطلبات سوق العمل، ويرجع ذلک الي إعلاء قيم التميز والقدرة التنافسية للخريجين في کافة مجالات الفنون وخاصة مجال اشغال المعادن، وايضا علي تدريس کيفية ادارة مشروع صغير من خامات سابقة الصنع وتوظيفها مما يساعد علي خلق فرص عمل للشباب الخريجين وتوفير عائد مادي لديهم من خلال تسويق المنتجات الفنية. وفي هذه الدراسة سوف يتم التعرض لاحد المشروعات الصغيرة، حيث
سوف يتم تنفيذ مشروع انتاج وحدات اضاءة عصرية والمستوحي اشکالها من الطبيعة (الشعب المرجانية) وذلک باستخدام خامات بسيطة ومتوفرة (اسلاک معدنية) وباستخدام احدي طرق النسج (الکروشيه) بالإضافة الي تقنية الحني. ويتم تنفيذ هذا المشروع علي مجموعة من طلاب الفرقة الرابعة قسم التربية الفنية بکلية التربية النوعية   خلال دراستهم بالسنة الاخيرة بالکلية. وهذا بدوره يجعلهم قادرين علي اقامة مشروع انتاجي صغير بعد تخرجة محققا فرصة عمل ومصدر دخل ذاتي.