يشمل التراث الشعبي إبداعات الشعوب التقليدية والمتکونة من تراکم الخبرات والمعارف والممارسات التي تتناقل من جيل إلىآخر، وغالباً ما کان يتم تناقل تلک الخبرات عن طريق الذاکرة أو الممارسة. ففي سلطنة عمان تميز ساکنو الجبال عن قاطني الصحراء والسهول بحرف تقليدية کانت انعکاساً واضحاً وجلياً لطبيعة البيئة التي عاشوا فيها ، کما کان لمکونات الطبيعة الجغرافية والتاريخية والحراک الاجتماعي والعادات والتقاليد أثرها في ذلک التشکيل الحرفي. وبناءً على ذلک کان لهذه الحرف التقليدية الدور الرئيسي في تشکيل الثقافة والقيم الفلکلورية التي بدورها رسمت ملامح الهوية الوطنية لسلطنة عمان. الا أن مشکلة الدراسة قد ظهرت مؤخراً في معظم الدول العربية بشکل عام، وفي سلطنة عمان بشکل خاص وتمثلت في غياب مفردات الحرف ومکوناته من البرامج التربوية التعليمية بمؤسسات التعليم في ظل التطورات والقيم التکنولوجية المعاصرة التي بدأت في الانتشار بين الناشئة. لهذا ترجع أهمية هذه الدراسة إلى ضرورة نشر هذه المفردات لما لها من دور في تعزيز الهوية الثقافية للمجتمع العماني. ومن أهم أهداف الدراسة تعميق الثقافة البصرية للرموز الفنية المرتبطة بالموروثات الثقافية المحلية والتأکيد على أهمية التربية الفنية التي من خلال برامجها يتم نقل وترسيخ الهوية الوطنية الثقافية لدى الأجيال، وذلک لنکون قادرين على حماية مفردات الحرف الشعبية التقليدية العمانية من الذوبان في الثقافات القائمة على أساس من القيم الغربية.