يسعى بحث "رؤى سياسية في  مسرح دول الخليج العربي" إلى فک اللغط حول  المسرح السياسي، من خلال  تعريف المصطلح، مع الاستدلال  بتجارب مسرحية  مارست الفعل السياسي، وتضمنت الموضوعات الاجتماعية. وقد توصل   البحث إلى  معلومة مفادها: إن المسرح السياسي العربي ينتابه نوع من الغموض مضمونا وشکلا، بفعل الظروف السياسية التي تحاصر الکاتب وتحد من إبداعه.  لذلک فإن هذا المسرح ينحصر إنتاجه في إطار ما يسمى "المسرح المسيس أو  المسرح السياسي الاجتماعي"، والذي غالبا المؤلف فيه ما  يحتمي بالالتفاف حول القضية الاجتماعية  ليعبر عن واقعه السياسي. ومن أهم الامثلة على  "المسرح السياسي" في الوطن العربي مسرح سعدالله ونوس، الذي ألف للمسرح العربي الکثير من المسرحيات التي جسدت العلاقة بين السلطة والشعب، وکشفت الکثير من القضايا العالقة.    ويعدُّ المسرح في دول الخليج الست، رديفا للمشاريع التنموية، ورفيقا للمنابر التعليمية، لذلک کانت  المؤسسات الرسمية اللبنة  التي يرتکز عليها.    وعليه فإنه  يصعب تأسيس  مسرح سياسي يکون ضد السلطات والأنظمة السياسية في الوطن العربي،  مما کان له الأثر السلبي في  إعاقة استيعاب الظاهرة المسرحية، استيعابًا ثقافيًّا واجتماعيًّا شاملا. ولا يتخلف في سلطنة عمان حال المسرح العماني کثيرا، کونه نشأة أيضا في رحاب المؤسسة الرسمية، وهو يخضع للرؤى الاجتماعية قبل السياسية، لذلک فهو أقرب في رسالته إلى  المسرح الاجتماعي السياسي. وبشکل عام، حاول البحث تلمس الوجع السياسي في الوطن العربي عامة، والخليج خاصة، والتعرف على أشکاله، ومحاولة التصالح  مع مصطلح المسرح السياسيليکون أقرب إلى المسرح السياسي الاجتماعي.  وإن المسرح السياسي يحتاج إلى مساحات کبيرة من حريات التعبير التي تتفاوت نسبتها من دول عربية إلى أخرى، ناهيک عن رقابة المجتمع، وحظر التعرض للرموز السياسية والاجتماعية.