ارتکزت الوجودية بوصفها مذهبًا فلسفيًا على فکرة أن الوجود يسبق الماهية، وتفرعت عن هذه الفکرة مبادئ کالحرية والاختيار والمسؤولية والالتزام. ولم يقتصر نشاط الوجودية على مجال الفلسفة، بل تعدته إلى مجال الأدب فارتأت فيه أرضًا خصبة لغرس مبادئها، فلم يکتف "سارتر" بطرح أفکاره في کتبه الفلسفية، "بل لجأ إلى الأدب الروائي والمسرحي، ليجعله بوقًا لها. وقد ظلت الوجودية في مرمى سهام النقد، فهناک من اتهم الوجودية بطغيان النزعة الفردية، واللاعقلانية، والتشاؤم، وهناک من اتهم "سارتر" بالتناقض بين أفکاره الواردة في کتبه الفلسفية وتلک التى أوردها على لسان شخصياته المسرحية، وهو ما دفع الباحث لدراسة نماذج من نصوص "سارتر" بهدف الوقوف على هذا التناقض وکشف أسبابه وقد أکدت الدراسة على وجود تناقض بين أفکار "سارتر" عن الحرية والمسؤلية والالتزام وبين سلوک وأفعال أبطال مسرحياته ووقفت على أسباب هذا التناقض ومبرراته الفکرية والدرامية وأشار الباحث إلى أن اختلاف الآراء حول تفسيرات نصوص "سارتر"، وتناقضاتها هو تأکيد على ثرائها الفکري  وتحفيزها لذهن المتلقي للکشف عن مستوياتها الرمزية.