بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على أفضل خلق الله ، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين .. أما بعد ،،
         فقد جمع الله تعالى لرسوله محمد  r بين الدعوة لله والتربية والتعليم وهذا مصداقاً لقوله تعالى: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الاُميِّيِنَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَکِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَإِنْ کَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ } (1) ، فلم يکن من حکمة إرساله r أن يأمر الناس بحفظ الآيات والنصوص فقط وإنما تربيتهم تربية عملية وقيادية وإدارية وإيمانية فوجه کلاً لما يصلح له وينفع الأمة به ، فهذا المنهج الرباني العملي إعجاز في حد ذاته کونه يصدر من رجلٍ أمي في وقت انتشر فيه ظلام الجهل وضلال العقيدة وفي أمة تطاول عليها الشرک
والنعرة الجاهلية وکانت أمة مهمشة بين أمتين کبيرتين الفرس والروم . ولقد کان رسول الله محمد بن عبد الله r أهلاً لها بکل اقتدار وهذا من فضل الله تعالى عليه وبتأييده إياه عليه الصلاة والسلام ، وبما يرفع الله عز وجل به هذه الأمة لتکون خير أمة أخرجت للناس.