يهدف البحث إلى دراسة تأثر التجربة الشخصية للشاعر الأيرلندي بول مولدون بما شهدته أيرلنده الشمالية التى انهکها الصراع في ثمانينات القرن الماضي في اختياره للموضوعات التاريخية وتقديمها بتصوير شعري منتهجا نظرية التاريخانية الجديدة. ويبدأ البحث باستعراض نظرية التاريخانية الجديدة ورغبة منظريها في الکشف عن الحقائق التي أخفاها التاريخ وإعادة قراءة وصياغة الماضي من منظور الحاضر. ويوضح البحث أن التاريخ والمجتمع يندمجان لإضفاء معانٍ عديدة وتفسيراتٍ متباينة للنصوص الأدبية وما يقتضيه ذلک من دراسة الخلفية الاجتماعية الثقافية ونوايا الکاتب والتي تساعد على إعادة صياغة الماضي وإعادة تصوير القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية وکذلک إعادة تکوين الهوية الفردية. ويخلص البحث إلى أنه لا يوجد تناقض مزدوج بين التاريخ والأدب أو السياق والنص وأن کلاهما تصوير ذاتي غير موضوعي للواقع يعتمد على وجهة نظر المؤرخ أو الکاتب. کما يتطرق البحث للتوصيف المتعمق کأحد أدوات إضفاء العديد من المضامين الاجتماعية والسياسية، وأن النصوص الأدبية والغير أدبية هي تصوير يصوره الخيال ويصيغه وفقًا لنوايا الکاتب.      ويتناول الجزء الثاني من البحث شعر بول مولدون والذي يتسم  بالغموض المتعمد ليتلاعب بالقراء ويثير حيرتهم، حيث يؤکد البحث على أن الأسلوب الشعري المتغير والتحول السريع للشاعر قد ساعدا على تکريس هذا الغموض. ويرکز البحث على قصيدة "کلما ازداد ما يملک الإنسان کلما رغب في المزيد" والتي تتناول عمليات الاضراب عن الطعام التي انتشرت کأحد أشکال المعارضة في ايرلنده الشمالية في ثمانينات القرن الماضي، کاشفةً عن الحقيقية بوجهها القبيح البغيض. وقد استخدم مولدون الجسد في تصويرات عدة لينقل لنا صورا متباينة للأحداث التاريخية. کما استخدم الأشکال المختلفة التي يتحول إليها بطل القصيدة لتتماشى مع تغييره للشکل التقليدى للسونته حيث کسر الشاعر کافة القيود الشکلية للسونته في هذه القصيدة جعلها تتسم بالمرونة لتتماشى مع ما يريد التعبير عنه. کما تبرز الأنماط الشعرية الغير قياسية الوزن والتکرار والتنقل بين الموضوعات والهوية المنقسمة التي يرغب الشاعر في الکشف عنها. کذلک يوضح البحث أن التناص کأحد أدوات الشعر قد ساعد الشاعر على إثبات أن التاريخ التقليدي المعروف يمکن أن يصاغ من جديد بشکل قصصي يکون القارئ فيه مسئولاً عن تفسير نوايا الکاتب.