يحاول البحث تقديم رؤية تتعلق بأثر الأسطورة والحکاية الشعبية في التکوين الثقافي للمسلمين وانعکاسها على رواياتهم ، وقد تسربت تلک الأساطير إلى الثقافة العربية الإسلامية وتم اعتمادها من قبل العديد من هؤلاء المسلمين بوصفها حقائق تاريخية دون تمحيص ومعرفة ما فيها من غث وسمين .
والأسطورة حسب التعريف اللغوي تعني الأحاديث العجيبة ، أو الحديث الذي لا أصل له^([1]) وفي القرآن الکريم ورد لفظ الأساطير بمعنى ما دونه الأولون وکتبوه وسطروه من أخبار الأمم السابقة^([2])، ويعتقد البعض أن بداية الأسطورة في عين من ابتدعوها هي عين الحقيقة ، أما في نظر من سواهم فلا تؤخذ مآخذ الجد ، بل هي عين الوهم والباطل^([3]).



⁽¹⁾ الخليل بن أحمد الفراهيدي ، کتاب العين مرتباً على حروف المعجم ، ترتيب وتحقيق د.عبد الحميد هنداوي ، طبعة دار الکتب العلمية ، بيروت ، 1424هـ / 2003م ، الجزء الثاني ، ص 243 ، الجوهري ، الصحاح ، راجعه واعتنى به د. محمد محمد تامر ، محمد الشامي ، زکريا جابر أحمد ، طبعة دار الحديث ، القاهرة ، 1430هـ / 2009م ، ص 537 ، ابن منظور ، لسان العرب ، من إصدارات وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، المملکة العربية السعودية ، المجلد السادس ، ص 28 ، الفيروزآبادي ، القاموس المحيط ، تحقيق مکتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة بإشراف محمد نعيم العرقسوس ، طبعة بيروت ، الطبعة الثامنة ، 1426هـ / 2005م ، ص 407 .


⁽²⁾  انظر في تفسير قول الله تعالي في سورة الأحقاف آية 17  " ما هذا إلا أساطير الأولين " الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، حققه وخرج أحاديثه محمود محمد شاکر ، ط. دار المعارف ، مصر ، جـ 22 ، ص 119 ، القرطبي ، الجامع لأحکام القرآن ، ط. دار الفکر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، الجزء السادس عشر ، ص 185 .


⁽¹⁾  محمد عجينة ، موسوعة أساطير العرب عن الجاهلية ودلالاتها ، دار الفارابي ، بيروت ، طبعة أولى ، 1994م ،   ص 19 .