إن الوجود الإنساني هو الوجود الوحيد الأصيل في هذا العالم (کما أراده الله)، هذا الوجود تملؤه العديد من المعاني والقيم الراقية، وبوجودنا في هذا العالم المتشابک المتناظر المتناحر، لابد من السعي نحو الأفضل والأسمى مهما کانت الظروف.
            ويُعد الفکر المثالي المطلق هو الفکر الذي يهتم بقوة العقل بصفته المعني بالذات الإنسانية، وطريقة تعاملها مع الواقع، وخير مثال لهذا الفکر هو الفيلسوف المعاصر "بوزانکيت" الذي أکد على ضرورة وأهمية الوجود العقلي الإنساني، بما فيه من إدراک وإبداع مع الوجود الواقعي المادي بما يحمل من ظواهر وموضوعات خارجية أخلاقية وعلمية.
            وعليه؛ حرصت الباحثة في هذه الدراسة على طرح أسئلة تمس صميم فکرنا وواقعنا مما جعلت إشکالية البحث تکمن في السؤال الآتي وهو:
            کيف يتعامل العقل الإنساني في ظل فکر بوزانکيت مع الواقع التجريبي وما به من قيم يحسن تطبيقها على أرض هذا الواقع؟ وکيف طُبقت هذه القيم في إطار هذا الواقع؟