المظاهر العمرانية ترسم صورة واضحة لما شيده المسلمون،وما کانوا عليه من حضارة،وبراعة عمرانية في بلاد الأندلس،وما نعموا به فيها من رفاهية العيش والرخاء والازدهار الاقتصادي.ودراسة العمارة الأندلسية جديرة منا بالاهتمام؛إذ هي الآثار المادية الباقية على مر العصور.وقد شهدت مختلف مدن الأندلس نشاطًا عمرانيًا واضحًا، في صورة المنشآت الدينية والمدنية والحربية ؛وغيرها.ويهدف هذا البحث إبراز ملامح العمران الديني في الأندلس من خلال کتاب الإدريسي "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق "،وما شيد المسلمون من المنشآت الدينية،التي على رأسها المسجد ، قلب المدينة الإسلامية النابض، الذي يتعدى دوره کونه مکانًا للعبادة،إلى کونه مرکزًا اجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا وتعليميًا.ومن أشهر جوامع الأندلس التي تحدث عنه الإدريسي بالتفصيل جامع قرطبة الذي لا مثيل له في مساجد المسلمين،کما تشمل الدراسة أيضًا المنشآت الدينية المسيحية، ومنها کنيسة الغراب التي تعود إلى العصر الروماني،وتستهدف الدراسة أيضًا إبراز بعض الآثار العمرانية والمدنية في مدن الأندلس، مثل القصور والدور والحمامات والنواعير والأرحاء المائية.وتکشف الدراسة أيضًا عن أهمية الأسواق والفنادق، ودورهما في ازدهار النشاط التجاري،وأخيرًا تعرض الدراسة لبعض مظاهر العمران الحربي في الأندلس،مثل الأسوار والأبواب والأبراج،وکذلک الحصون والقلاع والقصاب والرباطات .