عُني اللغوين الأوائل بدراسة الألفاظ والتراکيب اللغوية؛ لأنها تسهم في إغناء اللغة العربية وإثرائها، وهي التي تقوم على الدال والمدلول، فکثرة الألفاظ وتنوع معانيها دفع العلماء إلى جمع الکثير ودراسته منها عن طريق السماع والروايات بالنقل وما ورد من کلام العرب نثرًا وشعرًا؛ فوظفوها ووضعوها في کتب عُرِفت بالمعجمات اللغوية، وعُرفت بوعاء الأمة وقانونها للحفاظ على الإرث اللغوي المجيد. فالألفاظ تقوم على المعنى الحقيقي أوالمجازي وهو الدلالة الثانية المغايرة عن الأصل؛ فکثرة تداوله واستعماله في الکلام أصبح حقيقة، فقد قام القدماء بإجراءات معينة باتجاه الألفاظ ، (جمعًا و دراسةً) عندما نظروا نظرةً ثاقبة باتجاهها ثم قاموا بتوظيف تلک الألفاظ والتراکيب عن طريق المجاز والاتساع الدلالي للمعنى، فمن هؤلاء العلماء ابن فارس (ت395هـ) الذي قام بتأليف (مقاييس اللغة)  عندما نضج التفکير اللغوي لديه، وإنماز بأسلوبٍ عالٍ ونظرات ثاقبة باتجاه الألفاظ والتعامل معها وتوظيف المجاز فيها؛ فنجده کثيرًا ما يصرح بذلک ويقيس عليه ويحمل المعنى عليه أيضًا، وکذلک وظف المجاز في ظواهر اللغة، فهذا مما دفعني إلى دراسة (مقاييس اللغة) العنوان الآتي:
 
 إجراءات ابن فارس وتنظيراته في توظيف المجاز(مقاييس اللغة):  مثالاً:
بدأتُ بالحديث عن ظهور مصطلح(المجاز) وتطورِهِ ثم المجاز والتنمية اللغوية، وانتقلت بعد ذلک إلى دراسة الاتساع في الکلم، وبعدها دراسة المجاز والاتساع في الدلالة فهذا کان تمهيدًا للبحث ، أما دراستنا فتمثلت بالحديث عن المجاز عند ابن فارس وتحته درستُ أثر المجاز في مقاييس اللغة ونظرات ابن فارس باتجاه المجاز وکيفية توظيفهِ في المقاييس. واختمّت الدراسة بذکر لأهم النتائج والملحوظات العلمية.