يتناول هذا البحث دور المسرح النسوي الهندي الحديث في إبراز تجارب النساء مع الأشکال المتعددة للعنف والإيذاء الذکوري المتسبب في تعرضهن للصدمة النفسية في المجتمع الهندي الحديث ومدى تمکن بعض منهن من التأقلم. يتبنى البحث نهج التحليل النفسي لدراسة شخصية 'سونالي‘ في مسرحية 'الهروب من القتل‘ (۱۹۸۹) لدينا ميهتا وکيف تتعرض هذه الشخصية ونماذج أخرى من المرأة الهندية الحديثة للعنف الذکوري الجسدي والعاطفي في کلٍ من السياق الأسري والمجتمعيمما يجعلهن عرضة للصدمة النفسية. تتعرض سونالي للعنف البدني والنفسي الأسري المستباح من قِبَل المجتمع الذکوري الهندي على يد بعض أفراد الأسرة من الرجال والنساء. فبينما تفشل بعض النساء في التأقلم، يستکشف البحث مدى تطور شخصية سونالي وتحولها من المواجهة السلبية الأولية للصدمة، إلى التمکن مؤخرًا من التأقلم والمواجهة الإيجابية للصدمة، مصحوبًا بإظهارها لعلامات متعددة للمواجهة الإيجابية للصدمة. تتمکن سونالي من التعايش مع واقع تعرضها للصدمة، وخاصًا بفضل الدعم النفسي والاجتماعي للأهل والأصدقاء المقربين. تتمکن سونالي بالنهاية من إظهار أعراض استقرار سيکوسوماتي، تتمثل                 في أعراض بدنية وأخرى نفسية مصاحبة للمواجهة الإيجابية للصدمة مثل الهدوء النفسي والتحکم بالذات وانخفاض أو تلاشي معدل إعادة معايشة تجربة أو ذکريات الصدمة. وکذلک يظهر على سونالي أعراض إدراکية للتأقلم الإيجابي مع الصدمة تتمثل في تبنيها لنظرة نفسية إيجابيةوتقبلها لفکرة إنجاب الإناث. وأخيرًا تبدو مواجهة سونالي الإيجابية للصدمة جليَّة في ظهور علامات التأقلم الاجتماعي والحواري في التواصل مع الآخرين، التي تکمن في إظهارها لقدرة أفضل على التعبير عن النفس، وخاصةً عن طريق التفريج النفساني، فضلاً عن قدرتها الأفضل على التواصل وإعادة توطيد أواصر العلاقات مع الآخرين.