Subjects
-Tags
-Abstract
بدأت الحرکة الصهيونية الحديثة أواخر القرن التاسع عشر ، حيث استطاعت أن تخلق لنفسها الشرعية العالمية عن طريق اعتمادها على المعتقدات الدينية التوراتية ، مع استغلال الوضع الاجتماعي لليهود ومعاناتهم في شتى أنحاء العالم فيما يطلق عليه معاداة السامية . وتستمد الصهيونية مبادئها من الکتب المقدسة والتي تنص على أن فلسطين قد أعطيت لهم من الرب ، حيث يعتبرون أنفسهم المختارون في الأرض وأن الوعد الإلهي يعطيهم الحق في امتلاک أرض الميعاد من النيل إلى الفرات . نجحت الصهيونية في تحقيق هدفها بفعل العمل الجاد لمؤسساتها- وخاصة الثقافية منها- حيث رسمت لکل منها خطوات واضحة لتنفيذ المشروع الاستيطاني، فأصبح المسرح مؤسسة قومية صهيونية ، فقدم ما يبعث الهمم لخلق وتشکيل اليهودي القادر على تنفيذ المهمة الاستعمارية الصهيونية . لقد ابتعد المسرح العبري عن کونه أدباً عالمياً حيث کان للترکيز على الخطاب الصهيوني في المسرحية أثره في التخلي عن النواحي الفنية . وانتهى الأمر بنجاح المشروع الصهيوني، وتحقيق الهدف الأسمى والأول بإقامة دولة إسرائيل عام 1948 . وبعد نجاح الصهيونية في إقامة الدولة تمهيداً للتوسع والسيطرة على إسرائيل الکبرى اکتشف الشعب اليهودي أن دولة إسرائيل الحديثة لم تکن أبداً تماثل المشروع الصهيوني الذي أمل في توحيد اليهود في بوتقة کقوة واحدة ، لقد عاش الشعب اليهودي سلسلة من الحروب والصراعات مع الآخر على مدى خمسة وعشرين عاماً بعد إقامة دولة إسرائيل ، تلک الفترة التي أظهرت تباين أفراد الشعب الواحد في التوجهات الفکرية . لم يکن هذا هو التحدي الوحيد الذي واجه المشروع الصهيوني بل إن مشکلات الواقع المعاش بدأت في فرض نفسها والتي کان أبرزها التمييز بين الفئات اليهودية المختلفة داخل الدولة ، حيث تفرق الحکومة الإسرائيلية منذ نشأة دولتهم بين يهود الشرق (السفارديم) ويهود الغرب (الأشکيناز) الأمر الذي أنتج صراعات داخلية ومواجهات دائمة مع الحکومة الإسرائيلية مما ينذر بخلخلة في بنية الکيان الصهيوني . لم يکن الخطاب المسرحي على المستوى النصي بعد إقامة دولة إسرائيل وعلى مدى خمسة وعشرين عاما بعيداً عن تلک التحديات ، فمعاناة المواطن اليهودي قد أثرت على المؤسسة المسرحية الصهيونية نفسها، فأصبح الخطاب المسرحي معبراً ومعارضاً عن ما مر به المجتمع اليهودي من مشکلات سياسية واجتماعية . ولکن لم تترک الحکومة العنان للفن في التعبير أو المعارضة بل أحکمت رقابتها على کل صوت معارض قد يهدد الدولة الجديدة . ان قوة التحديات التي ظهرت على أرض الواقع عرضت الصهيونية لعدة اهتزازات تنذر بضرب أهدافها في استمرار بقاء الشعب اليهودي على العهد، بل قد يتعدى الأمر إلى عزوف اليهود أنفسهم عن الالتزام بالاستقرار في الأرض الجديدة .
DOI
10.21608/jealex.2020.157311
Authors
MiddleName
-Affiliation
أستاذ الدراما والنقد المساعد - قسم الدراسات المسرحية - کلية الاداب – جامعة الاسکندرية
Email
-City
-Orcid
-Link
https://jealex.journals.ekb.eg/article_157311.html
Detail API
https://jealex.journals.ekb.eg/service?article_code=157311
Publication Title
مجلة کلية التربية - جامعة الإسکندرية
Publication Link
https://jealex.journals.ekb.eg/
MainTitle
أثر تحديات المشروع الصهيوني في البنية الفکرية للنص المسرحي الاسرائيلي بعد قيام دولة اسرائيل - من عام 1948 الى عام 1973- (دراسة تحليلية )