کانت الکوميديا و ما تزال تحاول أن تصلح عيوب المجتمع و تمارس النقد الاجتماعي على بعض ظواهر السلوک الذي لا يدخل ضمن دائرة ما يهدده , بقدر ما کانت تسهم في تعزيز وحدته من خلال تخليصه من بعض المظاهر الاجتماعية التي يمکن أن تعمل على هدمه.
فالکوميديا بهذا الشکل لا تصور المجتمع بل تدافع عن قيمه و تدعو لها و تعاقب الفرد الذي يثور عليها و تسخر منه کما أنها تسخر من کل ما هو غير طبيعي أو يتسم بالمبالغة.
وعليه لم يلغي الاختلاف في المسرح الکوميدي بکل اشکاله وأنواعه وجود ظاهرة المسرح الضاحک ( الکوميدي ) التي ارتبطت بثقافة المجتمع ,حيث نجد الکوميديا والمسرح الکوميدي قد اخذا حقهما کاملاً في الدراسة العميقة اکثر من ظاهرة الفکاهة ذاتها ,ونتيجة التداخل بين مفهوم الضحک مع المسرح الضاحک اصبح أحدهما يؤثر على الأخر في بنائه وإنتشاره .
وقد تعذر فصل الضحک عن الانسان و خواصه و سلوکه و تصرفاته ومواقفه و رغباته و دوافعه من حيث انها تشکل صورة الانسان بدلالاته التي تخلق الضحک المعبر عنه بالهيئة و الشکل و اللون والزي الى جانب اللغة والنطق و الأسلوب و اللفظ .
والمسرح الکوميدي بالضرورة قد شکل خطاب مسرحي معرفي يستثمر الطبيعة الانسانية التي تتجه اليه من أجل تحقيق أعلى درجة من درجات حرية الفرد الإيجابية.
والکوميديا في المسرح قد يکون مبعثها الانهيار و الاحباط و العجز أو قد تکون محاولة من قبل الفرد لإظهار تفوقه أو انتصاره ,أو قد تکون تعبيراً عن اخفاء عجزه أمام الآخرين و هروباً من هذا العجز في محاولة منه لخلق تصور خاص به قابل للتکيف مع الحياة .