فرضت الحياة حتمية التغيير على کل شىء؛فصارت الاستمرارية ضربًا من الخيال، وقد ظهرت مُحتمات التغير على نطاق التربية،فيما أُطْلِقَ عليه "التغير التربوي"، وزادت المعرفة حوله في العقود الأخيرة؛ مما عَدَّه ميدانًا معرفيًا. وقد صارت الأدبيات المتعلقة بالتغيير أکثر أهمية، وضخامةً من تلک المتعلقة بالاستمرارية؛کونه أکثر وضوحًا، وتهديدًا؛ مما جعله محط أنظار التربويين عامة، والتربويين المقارنيين خاصة.
       وأفسحت التربية المقارنة المجال للاهتمام بدراسة "التغير التربوي" ؛فشکّل أحد اهتمامات الميدان ؛خاصة مع اتساع نطاقات الدراسات فيه، وتنوع اهتمامات التربية المقارنة، والدولية.وبرغم اهتمام التربية المقارنة بـ" التغير التربوي" ؛ فإنه لا يزال الميدان يفتقر إلى أطر مقارنة مُعينة ممارسيه على تحليل التغيير التربوي إلا من محاولات بسيطة لم تفِ بالغرض؛ ولهذا کانت الدراسة الراهنة.
وتسير الدراسة في منهجيتها في اتجاه اهتمام مکعب "براي" بالتحليل متعدد المستويات،وتفحص في جزء من جانبه الثالث؛ المعنون بـ "جوانب التربية،والمجتمع " ،وتحديدًا فحص "التغيير التربوي" ،وتناولت الدراسة التغيير، وجوانبه، ونماذجه، وتحليلها؛ وانتهت بتصميم إطار مقارن مقترح؛ لتحليل التغير التربوي، ومسبباته؛ فيما نتاجه تطوير الدراسات المتعلقة بتحليل الأنظمة التعليمية، وجوانبها المختلفة، والخروج بتعميمات تفيد الباحثين، وصانعي السياسة التعليمية.