Subjects
-Tags
-Abstract
تعرضت الدراسة لتوظيف اللوعبة وهي استراتيجية حديثة قائمة على اللعب التربوي، باعتبارها محفزات تعليمية، تتسق وفکر المسرح التعليمي البريختي، الذي يستهدف التغيير والتنوير وبث الوعي، بهدف استعادة طفل ما قبل المراهقة واقعه واستحسانه لمفرداته، ومنحه بدائل قد تعينه على التخلص من الاغتراب في ضوء ما يتعرض له من غزو مباشر خلال سيطرة الوسائل التکنولوجية عليه، في محاولة لاستعادة الدور التربوي للمسرح بوصفه ظاهرة اجتماعية تربط الإبداع بالمجتمع أملاً في تغييره نحو الأفضل، وذلک خلال توظيف عناصر اللوعبة بتقنيات بريخت التغريبية، خلال تقنية المسرح الورقي التي تتميز ببساطة التنفيذ، وتمکين الطفل من المشارکة في عناصر اللعبة المسرحية کافة بشکل تفاعلي إيجابي في مواقف تعليمية حياتية تحقق أهدافاً سلوکية واجتماعية ومهارية وإبداعية، تهدف في نهايتها ارتقاءً معرفياً خلال التفاعل الاجتماعي.
وقد اعتبرت الدراسة أن ما قدمته هو لبنة لن يتم اکتمالها، إلا بتضافر القائمين على مجال الطفولة، واتباعهم الطرق الملائمة في عملية التوجه للطفل، ودمجه في المجتمع خلال المتعة والتعليم.
وقد انتهت الدراسة إلى:
إذا کانت اللوعبة منبثقة من عالم افتراضي إليکتروني خلال ألعاب تعليمية إلکترونية أو تطبيقات تعليمية إلکترونية، يتم التواصل به عن بعد، وإذا کان التربويون قد وظفوا أسلوب اللوعبة بوصفه محفزاً تعليمياً عن طريق المحفزات الإلکترونية أو التقليدية وفق مواقف التعلم في وضعيات تعليمية خاصة بالمنهج الدراسي وتيسيره، فإن الدراسة قد وظفت اللوعبة بشکل تفاعلي مباشر، خلال عالم افتراضي يصنع تفاصيله الأطفال، ويحرکون مفرداته بإرادتهم، فهم من يتحکمون فيه ويلعبون معه لا العکس، خلال تحويل اللوعبة إلى أسلوب أدائي يعمل على تهيئة الطفل فنياً ومهارياً، بأسلوب مبني على المعرفة المنطلقة من تناول إبداعي خلال مشارکة الطفل اللعبة المسرحية في مواقف تعليمية حياتية خاصة بالتفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل في محاوله لإزالة اغتراب الطفل عن واقعه المعيش.
إن الألعاب الجماعية هي وسيلة للنمو الاجتماعي عند الطفل عامة، وطفل مرحلة ما قبل المراهقة خاصة، التي تعد من أخطر المراحل في عمر الطفل، والتي تؤهله لمرحلة المراهقة، فإذا ما أحسن توجيهها يصبح الطفل متسقاً مع ذاته ومجتمعه، وذلک خلال تنظيم تلک الألعاب وتوجيهها تربوياُ باستخدام تقنيات صناعة اللعبة في مجالات غير اللعب بطرق غير مباشرة، تهدف المتعة والتعليم ذلک ما تبنته اللوعبة، وهو ما هدف إليه بريخت خلال مطالبته بازدواجية الهدف التعليمي مع الهدف الترفيهي الإمتاعي في مسرحه عن طريق إعمال العقل وقوى الخيال خلال اللعب الموجه، الذي يتجاوز سلبيات النمط التقليدي للتعلم، ومن ثم تتضافر عناصر اللوعبة وعناصر التغريب البريختية خلال اجتذاب المتعلم بصورة تدريجية تشويقية تستهدف منحه دوراً إيجابياً في عملية التعلم خلال مشارکته في لعبته التعليمية.
إذا کان هناک علاقة بين اللوعبة والتواصل الاجتماعي تسهم في نمو العلاقات الاجتماعية وتطورها، فالاستمتاع باللعب يجعل الطفل يخلق نوعاً من الاتصال بينه وبين الآخر، مما يؤهله إلى الاندماج في المجتمع، فإن مسرح بريخت التعليمي يدعو المتفرج إلى الدخول معه في اللعبة المسرحية لاستکمال الصورة، والمشارکة الجماعية التفاعلية عن طريق الخيال، ويساعد على إيقاظ الذهن وحشذه واکتشاف العلاقات الاجتماعية والنقد ومعرفة مواطن الاغتراب، من ثم التغيير وإزالتها خلال المعرفة التعلم.
إن حالة الادعاء في التمثيل التي وظفها بريخت لخلق الأثر التغريبي، الذي يخدم أهدافاً تعليمية، توظفها اللوعبة خلال الاتفاق المسبق على اللعب ووضع القواعد والأهداف الإرشادية للعبة التعليمية، هي في أساسها لعب أطفال، وإن اختلف الهدف، لکنه تلقائي وغير مقصود، فکلما ابتعد اللعب التمثيلي للطفل عن الشکل الإيهامي، واتجه إلى الشکل الادعائي الإيحائي، کلما کشف عن نمو ذهني لطفل المرحلة المستهدفة، وهو ما دفع الدراسة لتوظيفه في لعبة مسرحية تعليمية.
بنت الدراسة تواصلها مع الأطفال بناءً تفاعلياً، بدءًا من توظيف عناصر اللوعبة، وصولاً لتضافرها وعناصر التغريب البريختية في إطار ورشة قائمة على اللعب التعليمي خلال المسرح، مستهدفة غرس البذرة الأولى لأسلوب ملائم للتوجه للطفل لتخليصه من حالة انفصاله عن الواقع، وإبدالها بطرق قد تحقق التواصل المباشر الفعال، مع الحرص على تواجد بعض من مشرفيهم ومعلميهم، حتى يکتسبوا الخطوات الإجرائية للفکرة، ويطبقوها بوصفها أسلوباً تعليمياً يستهدف الاستمرارية في مجالات عدة فالمراحل التي مر بها الطفل خلال الورشة جعلته يلعب دور الممثل والجمهور في الوقت ذاته بالتناوب، ومن ثم خرج من اللعبة المسرحية التعليمية، وقد استوعب الرسائل المستهدفة خلال المتعة والتعليم.
تم توظيف تقنية المسرح الورقي، لإنتاج عرض مسرحي يشارک الطفل في مراحله الإجرائية کافة، ويلعب به دور المصمم، والمنفذ، والمؤدي، والمعلم والمتعلم....، فهي تقنية سهلة التنفيذ و ممتعة وقليلة التکاليف، ولا تتطلب وقتًا أو جهدًا کبيرًا، وتحقق الثراء على مستوى الشکل والمضمون، خلال عرض مسرحي تعليمي تولد عنه کم من الرسائل التوعوية والمعرفية والتنويرية خلال تفاعل اجتماعي مباشر بين الأطفال، ومن ثم تعليمية المسرح.
DOI
10.21608/jealex.2020.152655
Authors
MiddleName
-Affiliation
أستاذ مساعد التمثيل والإخراج ، قسم العلوم الأساسية کلية التربية للطفولة المبکرة- جامعة دمنهور
Email
-City
-Orcid
-Link
https://jealex.journals.ekb.eg/article_152655.html
Detail API
https://jealex.journals.ekb.eg/service?article_code=152655
Publication Title
مجلة کلية التربية - جامعة الإسکندرية
Publication Link
https://jealex.journals.ekb.eg/
MainTitle
توظيف المسرح التعليمي بين اللعب واللوعبة لطفل ما قبل المراهقة في ضوء تحديات العصر خلال تقنية المسرح الورقي