تهدف الدراسة إلى معرفة مدى تَغيّرَ تدفّق العلاقات في الأسرة الأردنية في ظل جائحة كورونا وما بعدها، عبر محاور ثلاثة هي: العزل والحجر الصحي، والتباعد الجسدي والاجتماعي، والتعليم عن بُعد، التي طبقت على عينة قوامها (291) من الآباء والأمهات الذين لديهم أبناء في مدارس محافظة إربد، معتمدة على المنهج الوصفي التحليلي. أظهرت النتائج، أنّ التباعد الجسدي والاجتماعي احتلّ الرّتبة الأولى بدرجة مرتفعة، مما دفع أفراد العائلة إلى تجنّب الاقتراب، والمصافحة، والمعانقة، والترحيب بالآخرين. بالإضافة لذلك، جاء التعليم عن بُعد في الرتبة الثانية بدرجة متوسطة، بمتابعة الآباء والأمهات لأداء أبنائهم إلكترونيًا، وتهيئة المناخ المناسب للتعليم، واكتشاف هواياتهم، ومهاراتهم، ومكافئتهم عندما يتفوقون في حلّ واجباتهم المدرسية. وأخيرًا احتلّ العزل والحجر الصحي الرتبة الثالثة بدرجة متوسطة، باستغلاله كفرصة لتجتمع أفراد العائلة في المنزل، وممارسة الأنشطة المنزلية، وتجنّب إدخال الزوار إلى منازلهم. كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيًا في إجابات أفراد العينة، تعزى لأثر متغيرات: النوع، وحجم الأسرة، والعمل، وتوفر خدمة الانترنت، وطريقة متابعة الأبناء المتعلمين عن بُعد لأداء واجباتهم المدرسية في جميع المحاور، والسن في جميع المحاور، باستثناء العزل والحجر الصحي، لصالح أفراد فئة 40 سنة فأقل، والدخل الشهري في جميع المحاور، باستثناء التعليم عن بُعد، لصالح العائلات ذات الدخل المرتفع، وإذا كان لدى الأبناء المتعلمين عن بُعد جهاز كمبيوتر أم لا، في جميع المحاور، باستثناء العزل والحجر الصحي، لصالح وجود جهاز كمبيوتر. كما كشفت الدراسة عن وجود فروق تعزى لأثر المستوى التعليمي في جميع المحاور، باستثناء التباعد الجسدي والاجتماعي، لصالح أفراد فئة أقل من ثانوي في العزل والحجر الصحي، وأفراد فئة الثانوي في التعليم عن بُعد. وتوصي الدراسة الآباء والأمهات الاستفادة من ظروف العزل والحجر والتباعد الجسدي والاجتماعي، لتجمع أفراد العائلة معًا في المنزل، عبر مسافة أمان، وتوفير إنترنت قوي، وأجهزة مناسبة للتعليم عن بُعد.