الإبادة الجماعية في الدراما:
ثلاثمسرحياتعنالقتلالجماعيفيروانداوالبوسنةوکمبوديا
            مسرحيات الإبادة الجماعية تصورالأحداث الحقيقية التي قتل فيها الناس وقتلوا وعذبوا وتعرضوا لفظائع لاتطاق تلحقها الجماعات الإرهابية بأيديولوجيات مختلفة تخدم مخططاتهم. وترجع الفظائع المرتکبة ضد شعوب مختلفة إلى الکراهية والتحيزالاجتماعي والديني والعرقي والسياسي. تنبع دراما الإبادة الجماعية من دراسة هذه الأحداث والأسباب بل والحلول الممکنة، وتسلط الضوء على الحاجة إلى المصالحة بين المجتمعات المنقسمة. وقد أدى الکشف عن عمليات الإبادة واکتشاف أدلة جديدة إلى قيام کتاب مختلفين بدراسة حالات مختلفة من القتل الجماعي من أجل تصوير هذه الأحداث في أشکال مختلفة من الأدب، سواء کانت روايات أو قصائد أو مسرحيات.
تمثل المسرحيات الثلاثة  "عيون القلب" لکاثرين فيلو و"رقعة من الأرض" لکيتي فيلد  و "ماريا کيزيتو" لإريک إن نتاج فترات طويلة من بحث هؤلاء الکتاب المسرحيين وتم اختيارهم، ليس فقط لأنهم يقدمون أشکالً امختلفة من الإبادة الجماعية، ولکن أيضًا لأنهم يختلفون في الأسلوب والشکل، ويقدمون عناصر مختلفة من الواقعية و السريالية. کما أن أعمالهم تکشف – من خلال مجموعة متنوعة من وجهات النظر – کيف لعبت الکراهية و القسوة دورا في تشکيل العالم، الذي– بالصمت – يشجع على العنف والتعصب، و بالتالي  يشجع  بشکل غير مباشر على الإبادة الجماعية.
 في الأعمال المسرحية المنتقاه في هذا البحث يتم دراسة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للضحايا  والناجين والجناة وأنظمة العنف المختلفة، ليس فقط لدراسة هذه الظروف والدوافع، ولکن أيضا لمعرفة جميع الوسائل الممکنة للمصالحة، مما يتطلب الحاجة إلى تطبيق العدالة  ضد مجرمي الحرب. ومن خلال مسرحيات هؤلاء الکتاب يتم تصويرحالات متنوعة من الإبادة الجماعية، مما يوضح الحاجة إلى حماية ليس فقط الأقليات العرقية والدينية والسياسية المختلفة، بل أيضاً الى حماية الإنسانية بشکل عام من جميع أشکال العنف والقسوة والإيذاء والإبادة الجماعية. لذلک نجد أن معاناة الضحايا وألمهم وشجاعتهم وحزنهم يتم تصويرها بإشارات واضحة للأمل في مستقبل أفضل، والحاجة إلى الرفض والوقوف ضد جميع أشکال الظلم والعنف والقسوة من أجل التغلب والقضاء عليها.