Subjects
-Tags
-Abstract
هَذا بَحْثُ يَّدْرُسُ مَظاهِرَ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ في مَجالِ اللُّغَةِ الْأَدَبِيَّةِ الْمُعاصِرَةِ دِراسَةَ نَّقْدِيَّةً تَحْليليَّةَ مِّنْ خِلالِ التَّطْبيقِ عَلى "لُغَة الْآي آي" لِلْکاتِبِ "يُوسُفِ إِدْريسَ" . وَقَدْ دَرَسَ الْبَحْثُ تِلْکَ الْمَظاهِرَ مِنْ خِلالِ النَّظَرِيَّةِ اللُّغَوِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ ، مُفيدَا مِّنَ النَّظَريّاتِ اللُّغَوِيَّةِ الْحَديثَةِ .
يَأْتي هَذا الْبَحْثُ لِيَکونَ حَلْقَةً في سِلْسِلَةِ أَبْحاثٍ تَهْتَمُّ بِدِراسَةِ مَظاهِرِ التَّغَيُّرِ اللُّغّوِيِّ في الْعَرَبِيَّةِ الْمُعاصِرَةِ . بَيْدَ أَنَّ هَذا الْبَحْثَ يَتَناوَلُ مَظاهِرَ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ في مَجالِ اللُّغَةِ الْأَدَبِيَّةِ الْمُعاصِرَةِ مِنْ خِلالِ التَّطْبيقِ عَلى "لُغَةِ الْآي آي" لِلْکاتِب "يُوسُفِ إِدْريسَ" ، وَهَذا أَمْرُ لَّمْ تَتَناوَلْهُ دراسةٌ سابِقَة .
وَيَسْتَهْدِفُ الْبَحْثُ :
1-نَفْيَ تَوَهُّمِ ثَباتِ نِظامِ التَّوْکيدِ في الْعَرَبِيَّةِ ، وَبَيانَ طَبيعَتِهِ الْحَرَکِيَّةِ الْمُتَغَيِّرَةِ ، الْمُتَفاعِلَةِ مَعَ السّياقِ التَّخاطُبِيِّ التَّداوُلِيِّ .
2-بَيانَ أَنْواعِ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ ، وَمَظاهِرِهِ ، وَأَهَمِّ وَسائِلِهِ ، في"لُغَة الْآي آي " لِلْکاتِبِ "يُوسُفِ إِدْريسَ" أُنْموذَجَا لِّلُغَةِ الْأَدَبِيَّةِ الْمُعاصِرَةِ .
3-بَيانَ مُرونَةِ نِظامِ التَّوْکيدِ في الْعَرَبِيَّةِ مِنْ خِلالِ اسْتيعابِهِ لِکَثيرِ مِّن مَّظاهِرِ التَّغَيُّرِ اللُّغَوِيِّ .
4- إِبْرازَ الصِّلَةِ بَيْنَ مَظاهِرِ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ وَالْعَرَبِيَّةِ الْفُصْحى ، وَأَنَّها – في الْأَغْلَبِ - غَيْرُ مُنْقَطِعَةٍ عَنْ أُصولِ الْفُصْحى وَجُذورِها ؛ وَذَلِکَ مِنْ أَجْلِ بَيانِ ثَراءِ الْعَرَبِيَّةِ وَاتِّساعِها وَتَنَوُّعِ تَراکيبِها .
5-بَيانَ أَنَّ اللُّغَةَ الْإِبْداعِيَّةَ قَد تُّهْمِلُ الْأَفْصَحَ ، وَتَسْتَعْمِلُ ما هُوَ دونَهُ ؛ وَفْقَا لِّلسِّياقِ التَّخاطُبِيِّ التَّداوُلِيِّ .
6-بَيانَ أَنَّ الْعَرَبِيَّةَ في تَغَيُّرِها – وَلاسِيَّما التَّرْکِيبِيِّ- تَخْتَلِفُ عَنِ اللُّغاتِ الْأَخْرى في تَغَيُّرِها ، وَأَنَّ دِراسَةَ تَغَيُّرِ الْعَرَبِيَّةِ التَّرْکيبِيِّ تَحْتاجُ إِلى مَنْهَج يُّلائِمُ أُصولَها وَخَصائِصَها وَطَبيعَتَها .
7-بَيانَ أَنَّ نُمُوَّ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ مَرْهون بِتَضْييقِ الْفَجْوَةِ بَيْنَ مُسْتَوَياتِ الْاسْتِعْمالِ اللُّغَوِيِّ ؛ وَهَذا يَتَحَقَّقُ بِتَحْريرِها مِنْ أَمْرَيْنِ :
الْأَوَّلُ : الْجُمود ُوَالْعُقْمُ وَحَصْرُها فيما يُسَمَّى بِعَصْرِ الْاحْتِجاجِ . وَالْآخَرُ: فَوْضى الْخروجِ عَنْ قَواعِدِها.
مَنْهَجُ التَّحْليلِ
يَرْتَکِزُ عَلى خُطْوَتَيْنِ مُتَلازِمَتَيْنِ مُتَّصِلَتَيْنِ : الْأُوَلى : تَحْديدُ مَظْهَرِ التَّغَيُّرِ وتَحْليلُهُ بِالصُّورَةِ الَّتي هُوَ عَلَيْها . وَهَذِهِ الْخُطْوَةُ تُوافِقُ الْمَنْهَجَ الْوَصْفِيَّ ، وَهِيَ جَوْهَرُ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ الْمَوْضوعِيِّ . الْأُخْرى : تَقْويمُ هَذَا الْمَظْهَرِ ، وَذِکْرُ الرَّأْيِ فيهِ مِنْ حَيْثُ الصِّحَّةُ وَالْخَطَأُ . وَهَذِهِ الْخُطْوَةُ تُوافِقُ الْمَنْهَجَ الْمِعْيارِيَّ. وَهَذا لَيْسَ خَلْطَ مَنْهَجٍ بِمَنْهَجٍ آخَرَ ، بَلْ هُوَ إِفادَةُ مِّنَ الْمَنْهَجَيْنِ مَعَا ؛ لِّيُکْمِلَ أَحَدُهُما نَقْصَ الْآخَرِ. وَهَذا أَنْفَعُ لِلْعَرَبِيَّةِ الَّتي لا يُفيدُها الْاکْتِفاءُ بِالْمَنْهَجِ الْوَصْفِيِّ الْمَحَضِّ .
وَمِنْ أَجْلِ هَذا اتَّبَعْتُ الْآتي :
1-بَيانَ مَظْهَرِ التَّغَيُّرِ في نِظامِ التَّوْکيدِ .
2-عَرْضَ آراءِ النُّحاةِ في هَذا التَّغَيُّرِ ، وَما اسْتَنَدوا إِلَيْهِ مِنْ عِلَلٍ .
3-بَيانَ مَوْقِفِ الْمُحْدَثينَ مِن مَّظاهِرِ التَّغَيُّرِ .
4-مُناقَشَةَ النُّحاةِ وَالْمُحْدَثينَ في آرائِهِمْ ، وَما اسْتَنَدوا إِلَيْهِ مِنْ حُجَجٍ .
5-بَيانَ صِلَةِ هَذِهِ الْمَظاهِرِ بِالْعَرَبِيَّةِ الْفُصْحى .
6-بَيانَ الْغَرَضِ اللُّغَوِيِّ وَالتَّدَاوُلِيِّ لِهَذِهِ الْمَظاهِرِ .
أَمَّا نَتائِجُ الْبَحْثِ فَهِيَ :
1-اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ في تَغَيُّرِ مُّسْتَمِرٍّ . هَذا التَّغَيُّرُ يَسْتَوْعِبُ نِظامُها کَثيرَا مِّنْهُ ، وَيُدْمِجُهُ فيهِ .
2-ثَرَاءُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَاتِّساعُها وَتَنَوُّعُ تَراکيبِها .
3-مُرونَةُ نِظامِ اللُّغَةِ الَعَرَبِيَّةِ ، وَذَلِکَ بِاسْتيعابِهِ کَثيرَا مِّن مَّظاهِرِ التَّغَيُّرِ اللُّغَوِيِّ .
4-مِنْ أَهَمِّ وَسائِلِ نُمُوِّ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ تَضْييقُ الْفَجْوَة ِبَيْنَ مُسْتوياتِ الْاسْتِعْمالِ اللُّغَوِيِّ .
5-الْعَرَبِيَّةُ في تَغَيُّرِها تَخْتَلِفُ عَنِ اللُّغاتِ الْأُخْرى في تَغَيُّرِها ، وَدِراسَةُ تَغَيُّرِ الْعَرَبِيَّةِ التَّرْکيبيِّ تَحْتاجُ إِلى مَنْهَجِ يُّلائِمُ خَصائِصَها وَنِظامَها .
6-اللُّغَةُ الْإِبْداعِيَّةُ قَد تُّهْمِلُ الْأَفْصَحَ ، وَتَسْتَعْمِلُ ما دونَهُ ، تَحْقيقَا لِّمُتَطَلَّباتِ مَقامِ التَّخاطُبِ ، وَالْغَرَضِ التَّواصُلِيِّ .
7-التَّوْکيدُ في الْعَرَبِيَّةِ لَيْسَ نِظامًا ثابِتًا ساکِنًا بَلْ بِنْيَةُ مُّتَحَرِّکَةٌ – بِخِلافِ التَّصَوُّرِ الْبِنْيَوِيِّ – وَمُتَغَيِّرُ مِّن مُّتَغَيِّراتِ نِظامِها التّرَکيبيِّ ، وَمُتَفاعِلٌ تَفاعُلَا مُّسْتَمِرَّا مَّعَ السّياقِ التَّخاطُبِيِّ التَّداوُلِيِّ .
8-تَغَيُّرُ التَّوْکيدِ في "لُغَة الْآي آي" نَوْعانِ :
أ-تَغَيُّرٌ ارْتِدادِيٌّ (عَکْسِيٌّ) . ب-تَغَيُّرٌ تَقَدُّمِيٌّ (مُسْتَحْدَثٌ) .
9-أَهَمُّ مَظاهِرِ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ الْارْتِدادِيَّة ِفي "لُغَةِ الْآي آي" هِيَ :
أ-تَقْديمُ التَّوکيدِ الْمَعْنَوِيِّ "نَفْسٍ" عَلى الْمُؤَکَّدِ .
ب-تَوْکيدُ الضَّميرِ الْمُسْتَتِرِ "بِالنَّفْسِ" أَوِ "الْعَيْنِ" دونَ مُنْفَصِلٍ أَوْ فَصْلٍ .
ج-الْعُدولُ عَن مُّطابَقَةِ الضَّميرِ الْمُتَّصِلِ بِالتَّوْکيدِ لِلْمُؤَکَّدِ .
10-أَهَمُّ مَظاهِرِ تَغَيُّرِ التَّوْکيدِ التَّقَدُّمِيَّةِ في "لُغَة الْآي آي" هِيَ :
أ-تَقْديمُ التَّوْکيدِ الْمَعْنَوِيِّ "نَفْسٍ"عَلى الْمُؤَکَّدِ وَالْعامِلِ .
ب-اسْتِعْمالُ "ذاتٍ" تَوْکيدَا مَّعْنَوِيّا بِمَعْنى "نَفْسٍ" أَوْ "عَيْنٍ" .
جـ-اسْتِعْمالُ "الْواوِ" قَبْلَ التَّوْکيدِ اللَّفْظِيِّ .
11-مِنْ أَهَمِّ الوْسائِلِ اللُّغَوِيَّةِ الَّتي أَدَّتْ إِلى التَّغَيُّرِ في التَّوْکيدِ : تَغَيُّرُ تَرْتيبِ مُکَوِّناتِ الْجُمْلَةِ word order ، وَالتَّضْمينُ ، وَالْإِقْحامُ addition ، وَالْعُدولُ عَنِ الْمُطابَقَةِ .
12-أَغْلَبُ هَذِهِ الْمَظاهِرِ تُلائِمُ خَصائِصَ الْعَرَبِيَّةِ وَنِظامَها وَسُنَنَها وَلا تُنافى الْفَصاحَةَ .
13-هَذِهِ الْمَظاهِرُ سارَتْ وَفْقَ مَسارَيْنِ : الْأَوَّلُ : الْجهْدُ الْأَدْنى . وَالْآخَرُ : الْاسْتِجابَةُ لِمُتَطَلَّباتِ السّياقِ التَّخاطُبِيِّ التَّداوُلِيِّ .
14-الْکاتِبُ عَدَلَ – في بَعْضِ هَذِهِ الْمَظاهِرِ – عَنِ اللُّغَةِ الْمِعْيارِيَّةِ ؛ اسْتِجابَةَ لِّجَذْوَةِ الْاْنفِعالِ ؛ فَاللُّغَةُ الْانْفِعالِيَّةُ في نِزاعِ مُّسْتَمِرِّ مَّعَ اللُّغَةِ الْمِعْيارِيَّةِ .
15-الْعِلَلُ الَّتي اسْتَنَدَ إِلَيْها بَعْضُ النُّحاةِ وَبَعْضُ الْمُحْدَثينَ لِرَفْضِ مَظاهِرِ التَّغَيُّرِ في التَّوْکيدِ واهيةٌ ، غَيْرُ مُقْنِعَةٍ ، تَحْتاجُ إِلى مُراجَعَةٍ ، خاصَّةً أَنَّ هَذِهِ الْمَظاهِرَ غَيْرُ مُنْقَطِعَةٍ عَنْ أُصولِ الْفُصْحى وَجُذورِها، إِضافَةً إِلى أَنَّها شاعَتْ عَلى أَلْسِنَةِ أَبْناءِ اللُّغَةِ وَلا سِيَّما الْمُثَقْفينَ وَالْمُتَخَصِّصينَ .
أَمَّا التَّوْصياتُ فَمِنْ أَجْلِ ثَراءِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَنُمُوِّها وَالنَّأْيِ بِها عَنِ الْجُمودِ وَالتَّحَجُّرِ يوصي الْبَحْثُ بِالْآتي :
1-تَجَنُّبِ الْاقْتِصارِ عَلى ما يُسَمّى بِعَصْرِ الْاحْتِجاجِ ، وَالتَّوسُّع في السّماعِ ، بِقَبولِ الْمُولَّدِ وَلاسِيَّما لُغَةِ الْمُصَنِّفينَ الْمَشْهودِ لَهُمْ بِالْحَظِّ الْوافرِ مِنَ اللُّغَةِ ؛ نَحْوُ: "سِيبَوَيْهِ" وَ "ابْنِ جِنَّي" وَ"الزَّمَخْشَرِيِّ" ، وَبِقَبولِ الْقِراءاتِ الشّاذَّةِ ؛ فَکُلُّ ما صَحَّ قِراءَةً صَحَّ لُغَةً .
2-التَّوَسُّعِ في الَقياسِ ، وَلاسِيَّما الْقياسِ عَلى الْقليلِ .
3-إِقْرارِ الْفَصيحِ ، وَتَجَنُّبِ الْالْتِزامِ بِالْأَفْصَحِ فَقَطْ.
4-الْإِفادَةِ مِنَ السّياقِ التَّخاطُبِيِّ التَّداوُلِيِّ في إِجازَةِ کَثيرِ مِّن مَّظاهِرِ التَّغّيُّرِ إِذا لَمْ تُخالِفْ نِظامَ الْعَرَبِيَّةِ.
5-الْإِفادَةِ مِنْ إِجازَةِ الْمَجامِعِ اللُّغَوِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ لِکَثيرِ مِّن مَّظاهِرِ التَّغَيُّرِ .
6-الْإِفادَةِ مِنَ اخْتِلافاتِ النُّحاةِ في إِجازَةِ کَثيرِ مِّن مَّظاهِرِ التَّغَيُّرِ .
وَلِلَّهِ الْحَمْدُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ
DOI
10.21608/bfalex.2019.150337
Authors
MiddleName
-Email
-City
-Orcid
-Link
https://bfalex.journals.ekb.eg/article_150337.html
Detail API
https://bfalex.journals.ekb.eg/service?article_code=150337
Publication Title
مجلة کلية الآداب . جامعة الإسکندرية
Publication Link
https://bfalex.journals.ekb.eg/
MainTitle
-