لم تسعد مصر بحد من حدودها .. کما سعدت بحدها الشرقي! ولم تشق مصر کذلک بحد من حدودها .. کما سعدت بحدها الشرقي! حادثات الزمان تقول ذلک ووقائع الدهور تحکيه ولا يکذب التاريخ ولا يتجمل حين يدون أن بشائر السعادة, وإن کانت قليلة, إلا أنها کانت قرينة العمر الطويل, والأثر الباقي.. والمعني والمغزى في الفکر والحضارة والشخصية. ولا يکذب التاريخ ولا يتجمل حين يسجل بکل الحسرات أن مسببات الشقاء کانت کثيرة, ولکنها لم تلبث إلا قليلاً.. مهما طالت.. وجارت مکثت غير بعيد.. ثم دالت.. وتلک عقبي التعدي. هناک.. عند الحد الشرقي.. يفتر الثغر المصري عن ابتسامة.. فيحتزم القلب أوردته والشرايين.. ويتراقص من حب وحبور.. وهناک أيضاً.. تنکأ الجراح. فينقبض الصدر.. وتختفي الابتسامة.. وتتولى إلي الظل حياة.. لتولد من جديد.