تعتبر دراسة أحوال اليهود في مصر الإسلامية من الموضوعات الشائکة، من حيث أنها تتضمن الکثير من العناصر المثيرة لاهتمام الباحثين، ومن حيث أنها تمس عناصر في غاية الحساسية، وبالتالي تفرض على الباحث نوعاً من الموضوعية الخالصة تجاه هذه الدراسة التى تتطلب يقظة ودقة في کل کلمة تکتب. لاسيما وانه من الثابت في المصادر التاريخية أن اليهود عاشوا في المجتمع المصري کجزء لا يتجزأ منه ، يتفاعلون معه فيؤثرون ويتأثرون. والکتاب الذي بين أيدينا يقع في نحو خمسمائة واحدى وعشرين صفحة من القطع المتوسط ، يبدأ بمقدمة لأهمية الموضوع ، وقد قسمت المؤلفة الکتاب إلى سبعة فصول : الفصل الأول: وهو بعنوان "الوجود اليهودى في مصر بعد الفتح العربى" تتحدث المؤلفة فيه عن موقف اليهود من الفتح العربى ، وأعداد اليهود في مصر بعد الفتح العربى وأحيائهم ، والقيود التى فرضت على منازل أهل الذمة ، والحمامات وأنواعها ، ومعابد اليهود . أما الفصل الثانى: وهو بعنوان "رؤساء المجتمع اليهودى" تتحدث فيه المؤلفة عن رأس الجالوت ، والجاؤون ، ورئيس اليهود أو النجيد ، والمقدم ، البرناس ، أمين المحکمة أو النعمان ، الحبر ، الحزان أو المنشد ، الشيلحصبور ، شماس المعبد أو الشماس ، الناسى. وفي الفصل الثالث: الذى يحمل عنوان "الحياة الدينية لليهود في مصر" تتحدث المؤلفة عن فرق اليهود الدينية منذ القدم وهى البيروشيم والصدوقيون والحسدون ، وفرق اليهود عند ظهور الإسلام والتى تکونت من الربانيين والقراء والسامرة ، وکتب اليهود الدينية المقدسة ، والتى تمثلت في التوراة والتلمود ، ثم واجبات اليهود الدينية في الصلاة والصوم والحج . أما الفصل الرابع: وهو بعنوان "الحياة الاجتماعية لليهود في مصر" تتحدث المؤلفة عن الزواج والطلاق عند اليهود ، والأعياد ، والملابس ، والطعام والشراب ، ثم عادات الدفن والمواکب الجنائزية . وفي الفصل الخامس: الذى يحمل عنوان "اليهود والإدارة في مصر" تتحدث المؤلفة عن عوامل تولى أهل الذمة للوظائف الإدارية ، والموظفون اليهود" . ويتحدث الفصل السادس: الذى حمل عنوان "الحياة التجارية لليهود في مصر" عن التجار اليهود ومستخدمو التجار ثم المعاملات التجارية . وأخيراً نصل إلى الفصل السابع: والأخير الذى حمل عنوان "الحياة الفکرية لليهود في مصر" تتحدث فيه المؤلفة عن أنواع التعليم عند اليهود ، واهتمام المجتمع اليهودى بالتعليم ومراکز التعليم ومراحله ، والمواد الدراسية في کل مرحلة ، وعلماء اليهود في فروع العلوم المختلفة ، ثم تختم المؤلفة کتابها بخاتمة وبعض الملاحق .