نتناول بالدراسة لغُثيت الدروموس Logothete tou dromou  الذي اشتق اسمه من نظام البريد والنقل الإمبراطوري، وکانت مهامه في البداية ضمن مهام الماجستر ثم انفصل عنه، وقد ترأس اللغُثيت العديد من المکاتب الإمبراطورية مثل مکتب الخزانة العسکرية، وکان ذا مهام مختلفة ومتعددة منها: الإشراف على البريد الإمبراطوري، وتنظيم المراسم الإمبراطورية، وحماية الإمبراطور وجمع المعلومات الاستخباراتية، والإشراف على المسؤولين في الأقاليم، واستجواب السجناء، واستقبال السفراء الأجانب، ولعب الدور الأهم في استقبال المبعوثين والحکام الأجانب لحضور احتفالات النصر على الأعداء، وکتابة التقارير عن وضع العامة في مختلف الأقاليم، وکان أول شخص يطلبه الإمبراطور کل صباح، ويستشيره في جميع شؤون البلاد، ويصطحب جميع الشخصيات التي تدخل إلى حضرة الإمبراطور، ويوجه أسئلة خاصة إلى السفراء الأجانب، وقيل إنه کان مندوبا عن البطريرک وناطقا باسمه، وهناک مهمة أخرى أضيفت إلى مهام اللغُثيت في عهد الإمبراطورين باسيل الثاني وقسطنطين الثامن وهى فحص البنادقة وتفتيش سفنهم، والانفراد بالتحقيق معهم في القضايا التي تثار بينهم وبين الجاليات الأخرى. وفي بعض الأحيان کان اللغُثيت شريکا فعليا للإمبراطور في إدارة البلاد، وهذا ما أتاح الفرصة لکثير من الشخصيات التي تقلدت هذا المنصب بالشروع في المؤامرات للاستيلاء على العرش أو لتحقيق مصالح شخصية مع ما يترتب على ذلک من نهب وسرقة وظلم شديد للبيزنطيين. وکان لغُثيت الدروموس يحمل ألقابًا شرفية أخرى مثل بروقنصل وبطريق وبروتوسباثاريوس وهذه الألقاب لم ينفرد بها لشخصه، بل کانت تطلق على شخصيات أخرى غيره.