علي الرغم من الدراسات الکثيرة والمتنوعة التي حظي بها تاريخ سلاطين المماليک في مصر إلا أن المجال لا يزال خصباً لدراسات أخري جادة تحتاج إلي بحث ودراسة، وبخاصة فيما يتعلق بالجانب الحربي والذي أثر بصفة خاصة في تشکيل تلک الدولة فهناک بعض فئات الجنود المماليک لم تتحدث عنهم الکتب والمراجع بإسهاب ، ولذلک نحاول بقدر الإمکان جاهدين تعريف هذه الفئة التى کان لها الدور الفعال في هذا العصر خاصة ، وإن کانت القرانيص سببا في نهاية دولة المماليک والتي تواصل وجودها لأکثر من قرنين ونصف القرن من الزمان . والقرانيص أوالقرانصة هم فريق من الجيش المملوکي في مستوي أمراء الخمساوات  وهم کما وصفهم ابن شاهين القديم والهجرة  ، وقد کان القرانصة أقل مالاً ورجالاً ، إلا أنهم أفضل بکثير في أعمال الحرب ، وأعرف بتصريف الأمور ،  غير أنهم ظلوا في إمرتهم دون ترقية ، وهذا هو السبب في أن هذا الفريق ظل حانقا کثير الثورات وظلت القرانيص عنصرا للفتن والخيانات حتي في العصر العثماني  کما يتضح من الورقات التالية .  وقيل أنهم الفئة الثانية من المماليک السلطانية وهم مماليک السلاطين السابقين  وإن کان المفهوم الثاني أکثر شيوعاً في العصر المملوکي البحري ، ويمکن أن نضيف هنا علي ذلک أنه طبقاً لقول بوبر في نقده لبولياک ، أنه قال ( أن لفظ قرانيص له معنيان الأول هو قدامي المحاربين ، أو هم الرجال الذين قاموا بخدمة طويلة في الجيش ، والمعني الثاني هم مماليک السلاطين السابقين ، بمعني أنهم کانوا محاربين قدماء بالنسبة للجلبان الذين لم تحنکهم الخبرة القتالية مثلهم ولم يکن القرناص في حاجة لأن يرتدى ملابس ثمينة ، ويمتطي صهوة جياد مطهمة ليکبر قدره بل علي العکس ، هذا وقد کان القرانصة يطلق عليهم في المصادر ، قرانيص أو مماليک قرانيص أو سلطانية قرانصة ، ومن الممکن أن يکونوا خشداشيةللسلطان نفسه يمکن القول أن القرانصة کانوا مماليک سلطانية ، وعلي هذا النحو نستطيع أن نقول أن القرانصة کانوا ينتمون لأحد الأقسام الثلاثة هم ، مماليک السلطان الحاکم ، مماليک السلطان السابق ، أو المماليک السيفية، والسيفية هم المماليک الذين نقلوا في خدمة السلطان أو الأمراء بسبب موت سيدهم أو طرده أو نفيه 101