نسطور Nestorius (428-431م) في المنفى بحث يدرس حقبة من تاريخ حياة نسطور تلک التي قضاها في النفي، ويبدأ بتعريف شخصيته  وتاريخه قبل النفي، ومدى شعبيته في العاصمة البيزنطية القسطنطينية، ثم آرائه حول العذراء مريم والخلافات حولها، وأسباب نفيه، ثم رحلته في المنفى وهو ما عدَّه الأساس في بنية البحث، بمعنى دراسة ما حدث له في مصر وتنقلاته وصولًا إلى وفاته ودفنه بها، ثم عرض لما توصلنا إليه من نتائج.           وأهمية الدراسة تتمثل في تناولها محورًا مهمًا سکتت  عنه المصادر المختصة بالفترة التي قضاها نسطور في مصر منفيًا ومغضوبًا عليه، وقد أُتِي به إلى البلد التي تعارض آراءه المذهبية في صحراء تضم رهبانًا متعصبين ضده؛ ولذا حاولنا دراسة تلک الحقبة وتوضيح مدى ما عاناه في مصر على يد رجال دين، ورهبان، وقساوسة مخالفين له.           أما الدراسات السابقة فکانت حول نسطور وآرائه الدينية وما ورد فيها عن النفي إشارات ضعيفة في سطور قليلة فضلا عن عدم الخوض کثيرًا عن أحداث تلک الفترة، وإن کانت کتابات المؤرخ المصريّ الحديث أ.د رأفت عبد الحميد قد حوت الکثير من التفسيرات الممتازة لآراء نسطور اللاهوتية ولکن فترة نفيه لم تکن محط اهتمام کبير، وعليه يمکن القول: إنه لا توجد دراسات  عربية خصصت لهذا الموضوع، وإن وجدت بعض المقالات حول نسطور قد قدمها المؤرخ H.Chadwik ولم يرکز أيضًا على مرحلة النفي في حياة نسطور بقدر اهتمامه بالصراع بينه وبين کيرولس، ومن المقالات المهمة مقاله عن نفي فلافيان Flavianومقارنة  ذلک بنفي نسطور.